شهدت مدينة طنجة المغربية احتجاجات غير مسبوقة، حيث أقدم عشرات المرضى المدمنين على إغلاق شارع رئيسي في حي بئر الشفاء بمقاطعة بني مكادة، وذلك احتجاجاً على نفاد دواء "الميثادون"، الذي يُستخدم في علاج الإدمان على المواد الأفيونية، وخاصة الهيروين.
وتجمّع المحتجون أمام مركز طب الإدمان في المنطقة، وسط حالة من الغضب والتوتر، بعدما أُبلغوا باستحالة الحصول على جرعاتهم من الدواء في الوقت الحالي.
وردّدوا شعارات غاضبة طالبوا خلالها السلطات المعنية بالتدخل العاجل لتوفير الدواء، معبّرين عن قلقهم من الانتكاسات الصحية الخطيرة التي قد يواجهونها في حال استمرار الأزمة.
وبحسب وسائل إعلام محلية، فقد دخل بعض المرضى في نوبات من الهيجان والانفعال الشديد، خاصة بعد تأكيد مسؤولي المركز عدم توفر الجرعات في الأيام المقبلة.
كما شهدت الاحتجاجات مشاركة نساء مدمنات، مما يعكس مدى خطورة الوضع الصحي والاجتماعي المرتبط بالإدمان في المنطقة.
من جانبها، تدخلت عناصر الشرطة والسلطات المحلية بسرعة، لمنع تفاقم الأوضاع، ومحاولة فتح الطريق أمام حركة السير في الشارع.
وبعد مفاوضات مع المحتجين، تم احتواء الموقف جزئياً، لكن الغضب لا يزال متصاعداً بين المرضى، الذين أكدوا عزمهم على مواصلة الاحتجاجات يومياً حتى يتم تزويدهم بالدواء.
وتأتي هذه الاحتجاجات وسط تحذيرات من جمعيات معنية بالصحة العامة، التي نبهت إلى أن الغياب المستمر للميثادون يهدد ليس فقط باستفحال ظاهرة الإدمان، بل أيضاً بتفاقم المشاكل الصحية والاجتماعية، لا سيما بالنسبة للمرضى المتعايشين مع الإيدز والتهاب الكبد.
وأكدت الجمعيات أن نقص الدواء أدى في الأسابيع الماضية إلى وقوع أحداث عنف ومحاولات انتحار في كل من طنجة وتطوان، ما يستدعي تدخلاً عاجلاً من وزارة الصحة، لضمان استمرارية العلاج، وتفادي أزمة قد تخرج عن السيطرة.
يُذكر أن طنجة ليست وحدها التي تواجه هذه الأزمة في المغرب، فقد شهد مستشفى تطوان مؤخراً احتجاجات مشابهة، حيث قام عدد من المرضى المدمنين بالاعتداء على الأطقم الصحية، بعدما لم يتم تمكينهم من الجرعات المطلوبة بسبب نفاد الدواء.