بقلم: محمد علي الشاهين
شهد الأردن مؤخراً حدثاً لافتاً في المشهد الإعلامي والسياسي تمثل في المواجهة بين العظايلة وأحد الأشخاص وما تلا ذلك من تحريك للرأي العام باتجاه معين الأمر الذي كشف عن وجود جيش إعلامي منظم يعمل على توجيه السردية العامة والاعلاميه في الشارع الأردني.
هذه الواقعة ليست الأولى من نوعها بل تعكس نهجاً متكرراً تستخدمه جهات تمتلك أدوات إعلامية قوية وقدرة على التأثير في مقابل استجابة رسمية تبدو أحياناً بطيئة في توجيه الراي العام
فما جرى يطرح سؤالاً مهماً: هل تمتلك الدولة الأردنية قوة إعلامية متوازنة قادرة على مواجهة هذا النوع من الحملات؟ الحقيقة أن تنظيمات مثل الإخوان المسلمين أثبتت عبر السنوات قدرتها على استغلال الأحداث وصناعة رأي عام متعاطف معها مستخدمة منصات التواصل الاجتماعي والقنوات الإعلامية المتعاونة وحتى الدعم الخارجي والتوجيه الخارجي من اقوى الداعمين لتنفيذ عدد من الاجنده
إذا استمرت المواجهة بين تنظيم متماسك لديه استراتيجية إعلامية واضحة وبين أفراد مستقلين أو ردود فعل متأخرة فإن النتيجة ستكون محسومة مسبقاً لصالح الطرف الأكثر تنظيماً. وهذا ما يجعل من الضروري أن تدرك الدولة الأردنية التحول الكبير في طبيعة الصراع والذي لم يعد يقتصر على السياسة والاقتصاد بل أصبح في جوهره معركة وعي وسيطرة على الرأي العام.
لكي تتمكن الدولة من حماية استقرارها السياسي والاجتماعي في ظل هذه المتغيرات لا بد من اتخاذ خطوات جدية لمواجهة هذا التحدي الإعلامي ومن أهمها
بناء منظومه اعلاميه متماسكه فلا يمكن ترك الساحة الإعلامية فارغة أمام خصوم الدولة يجب أن يكون هناك كيان إعلامي وطني قادر على المواجهة لا فقط في الرد بل في استباق الأحداث وصياغة السردية الوطنية بشكل فعال
كذالك الاستثمار في الاعلام الرقمي فوسائل التواصل الاجتماعي أصبحت الساحة الأساسية للمعركة ويجب أن يكون للدولة حضور قوي فيها عبر محتوى مؤثر وسريع الانتشار
تبني وانشاء سرديه اعلاميه وطنيه موجهه للوقوف في وجه هذه التغيرات والمنحنيات
دعم الإعلاميين الوطنيين فكثير من الأصوات الوطنية تدافع عن الأردن بإمكانات فردية بينما تحتاج الدولة إلى دعم هذه الأصوات وتوفير بيئة تُمكّنها من إيصال الحقيقة بوضوح وثقة.
ويجب وجود قوه الرد السريع الاعلاميه فالتأخير في الرد على الحملات الإعلامية يتيح الفرصة لترسيخ السردية المضللة لذا لا بد من استجابة سريعة ومدروسة لأي حملة تستهدف الأردن
ويجب أن يكون هناك وعي شعبي بكيفية التعامل مع الأخبار المفبركة والإعلام الموجه حتى لا يكون الشارع ضحية سهلة لمثل هذه الحملات
هل ستقف الدوله خلف ابنائها هنا السؤال الاهم
الأردن كان دائماً داعماً لأبنائه الذين يدافعون عن استقراره وهويته ولكن الظروف الحالية تستدعي موقفاً أكثر وضوحاً في دعم الأصوات الوطنية التي تواجه حملات التشويه لا يمكن ترك الأفراد في مواجهة تنظيمات تمتلك إمكانيات إعلامية كبيرة بل يجب أن يكون هناك دعم مؤسسي واضح يحمي الحقيقة ويوجه الرأي العام باتجاه المصلحة الوطنية.
المعركة اليوم ليست فقط على الأرض بل في العقول من ينجح في كسب الرأي العام ينجح في توجيه الأحداث والتأثير على مستقبل الوطن الدولة الأردنية أمام تحدٍّ كبير يتطلب تحديث أدواتها الإعلامية ودعم الكفاءات الوطنية والوقوف بحزم في وجه الحملات التي تستهدف الأردن
عاش الاردن حرا ابيا وعاش ابو الحسين وولي عهده الامين