أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات برلمانيات جامعات مناسبات مجتمع رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مستثمرون دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الشرمان يكتب: الكرامة الأردنية معركة النور والنار

مدار الساعة,مناسبات أردنية,الملك الحسين بن طلال,الملك عبد الله الثاني,القوات المسلحة الأردنية,القوات المسلحة,الجيش العربي
مدار الساعة ـ
حجم الخط
مدار الساعة - كتب: زهير الشرمان - في فجر يوم 21 آذار 1968، عندما كان الليل يلف الأرض بسواده، انطلقت ملحمة الكرامة، المعركة التي أضاءت سماء العروبة بنور النصر، وسجلت للأردن والأمة العربية تاريخا من العزة والكرامة. لم تكن مجرد معركة عابرة في صفحات التاريخ، بل كانت ملحمة بطولية كتبها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فكانوا شعلة من نور وسيفا من نار.
حين حاول العدو الصهيوني تدنيس ثرى الأردن الطاهر، ظن أنه أمام قوة ستستسلم وشعب سينحني، لكنه لم يدرك أنه يواجه أبناء الجيش العربي الأردني، الذين لا يعرفون في قاموسهم سوى النصر أو الشهادة. تقدم العدو بخطاه الثقيلة، مدججا بترسانة عسكرية متطورة، ظانا أن الطريق ممهدة أمامه لتحقيق نصر خاطف، لكن الكرامة الأردنية كانت له بالمرصاد، وسرعان ما تحولت الأرض إلى جحيم أحرق الغزاة وردهم على أعقابهم يجرون ذيول الهزيمة والانكسار.
في خضم المعركة، وقف الملك الحسين بن طلال - رحمه الله - صلبا كالجبل، يرفض التراجع، ويؤكد بصوته الجهوري:
"لن تمروا إلا على جثثنا، النصر أو الشهادة!"
هذه الكلمات لم تكن شعارا، بل كانت قسما أداه الجيش العربي الأردني المصطفوي بسواعده، وكتبه بدماء شهدائه. كان الملك الحسين قائدا لا يعرف الخوف، يقف بين جنوده، يرفع معنوياتهم، ويؤكد لهم أن الأرض التي ارتوت بدماء الشهداء لن تكون إلا حرة عربية أبية.
في تلك الساعات الحاسمة، كان الجنود الأردنيون يقاتلون بشراسة الأسود، يزرعون الرعب في قلوب المعتدين. كانوا قوات النور التي تشرق بالعزة والكرامة، فتجعل الأرض خضراء بعنفوانها، وهم ذاتهم قوات النار التي تحرق الظلم والطغيان، وتعيد الغزاة إلى جحورهم أذلاء صاغرين مهزومين.
لم تكن المدافع وحدها التي تدوي، بل كانت إرادة الرجال أقوى من كل آلة حربية، وكانت روح الفداء أعظم من كل ترسانة عسكرية. وقف الجندي الأردني على ثغور الوطن، يقسم أن العدو لن يمر، وأن التراب العربي الاردني أغلى من الدم ، وأن الكرامة لا تشترى ولا تباع.
وعندما أسدل الليل ستاره، كانت رايات النصر ترفرف فوق ربوع الكرامة، وكان العدو يجر أذيال الهزيمة، يعترف بذلة بأنه لم يواجه جيشا فحسب، بل واجه أمة لا تعرف الانكسار.
لم تكن معركة الكرامة مجرد انتصار عسكري، بل كانت صرخة مدوية في وجه الظلم، ورسالة للعالم أجمع بأن الأردن عصي على الانكسار، وأن الكرامة ليست مجرد اسم لمكان، بل عقيدة يسير عليها الأردنيون جيلا بعد جيل.
اليوم، وبعد مرور أكثر من نصف قرن على هذا النصر العظيم، لا تزال معركة الكرامة محفورة في قلوب الأردنيين، تلهمهم الشجاعة والعزة، وتذكرهم بأن الوطن محمي بسواعد أبنائه، وأن الكرامة الأردنية لا تمس، وأن الأردن سيبقى دائما كما كان، عصيا على الطغاة، قويا بإرادته، خالدا في عزته.
ولا تزال القيادة الهاشمية، بقيادة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، تسير على نهج أسلافها في دعم القوات المسلحة الأردنية، وتعزيز قدراتها، والاستمرار في حماية الوطن والكرامة الأردنية، حيث أصبحت القوات المسلحة الأردنية واحدة من أقوى الجيوش في المنطقة، تحمل إرث الكرامة وتواصل مسيرة الدفاع عن الوطن.
المجد والخلود لشهداء الكرامة... والكرامة للأردن ما بقي الدهر!
مدار الساعة ـ