أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات برلمانيات جامعات أحزاب مناسبات مجتمع رياضة وظائف للأردنيين مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

العتوم يكتب: الكرامة عنوان للنصر والمجد


د. حسام العتوم

العتوم يكتب: الكرامة عنوان للنصر والمجد

مدار الساعة ـ
الكرامة – مناسبة شهر أذار الوطنية و العربية الشامخة التي تكللت بنصر أردني – فلسطيني فريد من نوعه ، ارتكز على محطة تعريب قيادة الجيش العربي الأردني في الأول منه ، وفي كلاهما يسجل الانجازين لمليكنا الراحل الحسين العظيم ، و عبر عن تلاحم الخندق الأردني – الفلسطيني الواحد ، و بإسم كل العرب على إسرائيل وجيشها الذي ثبت لنا هنا في الأردن ، و في الجوار الفلسطيني الشقيق بأنه يقهر و يتقهقر ، وكان لجيشنا العربي المصطفوي – الأردني الباسل المغوار بحضور ومشاركة قائد المعركة الميداني البطل المرحوم مشهور حديثة الجازي الدور الأساس في صناعة النصر، و تقديم 74 شهيدا عسكريا تقدمهم الشهيد الملازم خضر شكري صاحب نداء ( الهدف موقعي ) ، و للمقاومة الفلسطينية البطلة ( فتح و وقوات التحرير الشعبية ) حينها الدور المساعد ،و بتقديم 101 شهيدا ، وتشكلت نقطة تحول هامة في تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي منذ عام 1948 تجاه السلام الأردني – الإسرائيلي عام 1994 ، و بموافقة إسرائيل، و العربي – الإسرائيلي المتتابع ، و تكرار النصر في تشرين عام 1973 و بمشاركة عسكرية أردنية شجاعة تقدمها خالد هجهوج المجالي ، وصلت إلى نتيجة تحرير مساحات كبيرة من مدينة القنيطرة الجولانية ، بينما كان الهدف المصري و السوري و الأردني الأوسع تحرير الجولان – الهضبة العربية السورية ، و شبه جزيرة سيناء المصرية التي حررت بقوة السلام عام 1979 .
و الكرامة – من أكناف بيت المقدس ،و تحتضن منطقتها أضرحة الصحابة عليهم السلام ( أبي عبيدة عامر بن الجراح ، و شرحبيل بن حسنه ، و معاذبن جبل ، و ضرار بن الأزور. وهي منطقة زراعية بإمتياز، و سلة غذاء الأردن ، وتاريخ معركتها يرتبط بتسلسل محطات القضية الفلسطينية العادلة منذ قرار تقسيم فلسطين عام 1947 ، و احتلال فلسطين التاريخية عام 1948 ، مرورا بحرب عام 1967 الخاسرة ، التي قادها القرار القومي من جانب العرب ، و رفضها بداية الملك الراحل الحسين و الشهيد وصفي التل لغياب التوازن العسكري وقتها، لكن الغلبة في قرار الحرب كان للقومية العربية في مصر و في سوريا .و استمرت المقاومة الفلسطينية في حراكها السري تناهض الاحتلال الإسرائيلي و تنادي بدحره علنا . وتحججت إسرائيل بحادثة عملية ( بيت فوريك ) الفدائية قرب نابلس ، و بإنفجار جنوب النقب بتاريخ 18 /أذار / 1968 ، و هو الأمر الذي دفع برئيس الحكومة الإسرائيلية ليفي أشكول لإثارة احتجاجه في الكينست ،و تقديم شكوى بحق الأردن في مجلس الأمن بسبب أنه لا يتدخل و لا يفعل شيئا . و استشعر الأردن التوجه العدواني الإسرائيلي استخباريا مبكرا ، و عمل على ترحيل المخيمات الفلسطينية القريبة من ميدان الكرامة تجاه عمق الأردن لحمايتها . وكان التنسيق بين قواتنا المسلحة الأردنية الباسلة و التنظيمات الفدائية الشجاعة المرابطة عالي الشأن ، وهو المطلوب مع تعالي حدس المعركة .
لم تكن معركة الكرامة بتاريخ 21 / أذار محدودة المساحة ، فانتشرت بين الساعة 5،30 و 11،30 ،و امتدت لتشمل ( العارضة ، و سويمه ، و غور الصافي ) ، و أدار الجيش الأردني و بالتعاون مع العمل الفدائي الفلسطيني المعركة بذكاء لتفادي الخلل في التوازن العسكري خاصة على مستوى سلاح الجو ، و تمكنا استخباريا من التمييز بين الإنزال الأردني و الإسرائيلي المقابل المخادع بلباس الجيش الأردني و لباس الفدائيين الفلسطينيين . و أعتمدت المغر مراكزا لقيادة الجيش ،و اعتمد العمل الفدائي سياسة الحرب الفدائية – الكر و الفر - ، وهجوم المشاه الانتحاري الذي اشترك فيه الجندي و الفدائي معا ، بينما قدم الجندي الإسرائيلي لطرفنا مكبلا بالسناسل وسط مدرعاته خوفا من الفرار . و تلقت إسرائيل خسارة كبيرة على مستويات السياسية، و العسكرة ، و اللوجستيا .وتكرر نصر الأردن و العرب إلى الأمام في تشرين عام 1973 .
و السابع من أكتوبر 2023 البطولي ورغم انتقاده من قبل المجتمع الدولي بسبب مفاجأة إسرائيل بكارثة تسببت في مقتل أكثرمن ألف عسكري و مستوطن ، و رغم انتقاده حتى من بعض قيادات حماس مثل موسى أبو مرزوق لهول الخسارة البشرية ( أكثر من 47 ألف شهيد فلسطيني ، ومن بينهم 17 ألف فلسطيني شهيد ، و غيرهم من اللبنانيين ، طفل فلسطيني شهيد ، و غيرهم بعد وقف اطلاق النار بحجم 500 شهيد فلسطيني ) ، وماله علاقة بالبنية التحتية العمرانية لقطاع غزة ، إلا أنه عبر عن الضمير الفلسطيني و العربي منذ احتلال فلسطين التاريخية عام 1948 مرورا بالاحتلال الثاني عام 1967 ، و العدوان الإسرائيلي النازي المتكرر على قطاع غزة ،و الضفة الغربية ، و جنوب لبنان ، و التراشق مع اليمن . وشكل في المقابل حالة أردنية تشبه " الكرامة الثانية " بعد تصريح وزير الخارجية السيد أيمن الصفدي خلال مؤتمر صحفي مع وزيرة خارجية ألمانيا - أنالينا بيربوك - بتاريخ 5 سمبتمبر 2024 بأن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية تجاه الأردن يعني بالنسبة لنا أردنيا بمثابة إعلان حرب ، و خطاب العرش السامي لجلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله أمام مجلس الأمة بتاريخ 18 / تشرين الثاني 2024 أشار بأن الأردن لا يغامر بمستقبله ، و يحافظ على إرثه الهاشمي ، و انتمائه العربي و الإنساني . و إعلان مصر بأن التهجير يعني لها وضع معاهدة كامب – ديفيد 1979 فوق الطاولة . و بطبيعة الحال الأردن باحث عن السلام كما مصر و الدول العربية ، و تنسيق دائم . و قرار الحرب كما قرار السلام عربي قومي ، و الحرب عادة تفرض علينا نحن العرب ، أما السلام فنختاره بأنفسنا أولا ، و هاهي قمة العرب في القاهرة 2025 انعقدت ، و نتمنى لمخرجاتها النجاح رغم انتقاد إسرائيل لها لأنها لا تناسب مشاريعها الاستعمارية ، الاستيطانية ، التهجيرية ، وهي التي أعلنت مخالفتها للقانون الدولي مجددا بمنع وصول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة ، و هو الذي انتقد عربيا عليه أيضا .
لقد تصدر خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني القمة العربية بقول جلالته بأنه و الأردن يقف مع حل الدولتين ، و بربط قطاع غزة بالضفة الغربية ، و برفض تهجير الفلسطينيين الاشقاء، و ربط وقف وصول المساعدات لغزة بمخالفة القانون الدولي . و اسناد عربي لمخرجات القمة تقدمها الزعماء العرب ،و الاعلان عن 53 مليار دولار يقدمها العرب لإعادة إعمار قطاع غزة و ابقاء الفلسطينيين في أماكن سكناهم تضمنت رسالة واضحة للرد على توجه إسرائيل و الولايات المتحدة الأمريكية – دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين المواطنين في قطاع غزة ، أصحاب القضية العادلة و الوطن الفلسطيني الأصيل . و بالمناسبة فإن الضمير الفلسطيني و العربي يقر بفلسطين التاريخية وطنا للفلسطينيين إلى جانب فلسطين عام 1967 ، لكن سياسيا يقر كل العرب بحدود الرابع من حزيران ، و هو مطلب واضح لقمة العرب في بيروت عام 2002 الذي تقدمه تصريح هام للأمير / جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين – ملك المملكة العربية السعودية رحمه الله تضمن المطالبة بسلام شامل مع إسرائيل مقابل إنسحاب كامل من حدود حزيران .
و الأردن المنتصر في حرب الكرامة عام 1968 و للفلسطينيين الأشقاء ، ينتصر من جديد لهم بين عامي 2023 و العام الحالي 2025 برفض تهجيرهم من القطاع و الضفة ،و يقدم المساعدات الإنسانية لهم دون كلل أو ملل ، أو منة لا سمح الله ، و شهد التاريخ المعاصر للأسناد الأردني للقضية الفلسطينية مشاركة جوية عسكرية مباشرة لجلالة الملك عبد الله الثاني لتوصيل المساعدات لأهلنا في غزة و بشجاعة قل نظيرها .
و جيشنا العربي الأردني الباسل أكثر قوة اليوم بعشرات المرات مما كان عليه عام 1968 ، وعلاقاته الدولية واسعة ومع حلف " الناتو " و روسيا الاتحادية ،و الجيوش العربية متطورة السلاح كذلك ، و لها علاقات دولية مشابهة ، و في المقابل ، فإن إسرائيل التي يرعبها قيام دولة فلسطين ، و تطالب حماس – حركة التحرر الفلسطينية المناضلة بالتخلص من سلاحها على غرار مطالبتها حزب الله التخلص من سلاحه ، تمتلك ترسانة نووية هي الوحيدة في المنطقة ، و سلاحا تقليديا ثقيلا بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية و عموم الغرب ، و روسيا الاتحادية ، و علاقات جيوبولوتيكية متينة مع حلف " الناتو" .
مدار الساعة ـ