ما زلت مصرا على ان وضعنا «رؤية للتعليم» هو اهم ما نحتاجه خلال الفترة المقبلة، وان تكون القاعدة للرؤية السياسية والاقتصادية،فالعالم يتغير في كل شيء و على التعليم لدينا ان يتغير وبما يتوافق مع المتغيرات التي بدأ العالم يشهدها مدرسيا وجامعيا، فهل نبدأ باعدادها، وما اهميتها؟.
الامر ليس صعبا ولا مستحيلا وما على المختصين الا البدء بوضع ملامح «مرحلة جديدة» من التعليم لدينا وفق آلية تدريج بعكسها على المراحل التعليمية بدءا من الصف الاول ثم الثاني وهكذا حتى نصل للمرحلة الثانوية وعلى مدار العشر سنوات المقبلة، فلا يعقل ان العالم يشهد كل هذه التغيرات والتحولات بينما مازلنا ننتظر نحن ونتبع كلاسيكية لا تسمن ولن تغني الاجيال المقبلة بشيء.
الواقع يقول ان العالم يشهد على تسارع بالتكنولوجيا والتحول الرقمي والذكاء الصناعي ما ينعكس على واقع العمل والوظائف والفرص ، الامر الذي يجعل منا ان لا ننتظر "فوات الاوان" وان نسرع بتهيئة الجيل المقبل لاقتناص تلك الفرص التي لربما مع كل هذا التسارع لن تكون مربوطة باعمار ولا باوقات زمنية ولا بخبرات ولا بمجرد ان تتعلم القراءة والكتابة فقط .
ان نسارع ونكون سباقين بانتهاج التحديث القائم على تأسيس «جيل جديد» قادر على استيعاب التغيرات منذ الصغر امر بغاية الاهمية، ولهذا علينا ان نبدأ بالتحول من «الصف الاول» فقط من خلال وضع برامج حديثة رقمية ومهنية وحرفية وبلغات مختلفة ومن قبل «مدرسين» مجهزين ومدربين لم يعد ترفا وهذا جل ما يحتاجه الجيل الجديد ليستطيع الاستفادة من فرص التغيرات المتسارعة عالميا.
تخيلوا انه ورغم كل هذه التغيرات والدراسات التي تقول ان ما يقارب90مليون وظيفة ستختفي خلال الخمس سنوات المقبلة، ما زال لدينا تخصصات مثل معلم مجال تربية ومعلم مجال صف و«معلم مجال» لتخصصات عفا عنها الزمن منذ سنوات وفيه البطالة تنتشر بين خريجيها،وتخيلوا ان نفس المناهج مع بعض التطوير البسيط ما كنا نتعلمه بثمانينيات القرن الماضي نعلمها اليوم لابنائنا في الصف الاول.
خلاصة القول، اراهن على ان اهم رؤية يمكن للاردن ان يضعها وينتهجها ويؤسس لها اليوم تكمن بوضع «رؤية للتعليم» تحاكي كل المتغيرات والتطورات العالمية علميا وعمليا، وان تبدأ بالمراحل الاولى لطلبة المدارس والتدرج بها حتى وصولهم للمرحلة الثانوية، وكذلك البدء بتغير نهج الجامعات والمعاهد منذ سنة القبول تدريجيا من قبل مختصين يجمعون بين الخبرة والحداثة، فماذا ننتظر والعالم يسرع من حولنا؟.