مدار الساعة - أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء الماضي، أن حصيلة قتلى أعمال العنف التي اندلعت في منطقة الساحل السوري منذ السادس من مارس، بلغت 1225 شخصاً.
وقال إن "أعداد الضحايا المدنيين تستمر بالارتفاع على خلفية الأحداث الدموية التي شهدتها مناطق الساحل السوري، وعمليات التصفية على أساس طائفي ومناطقي، راح ضحيتها المئات من المواطنين بينهم نساء وأطفال".
وتحدث المرصد، عن عمليات "إعدام ميدانية" بحق مدنيين، خصوصا من الطائفة العلوية
وتحوّلت قرى ومدن الساحل السوري على مدى أيام مسرحا لإعدامات جماعية طالت مدنيين معظمهم من الطائفة العلوية،
إعدامات وتطهير
وبحسب شهود عيان ومقاطع فيديو، فقد قام رجال مسلحون موالون للحكومة السورية المؤقتة بتنفيذ عمليات إعدام ميدانية وتحدثوا عن "تطهير" البلاد.
كما أكدت مجموعة مراقبة مستقلة مقرها المملكة المتحدة، الشبكة السورية لحقوق الإنسان (SNHR)، أن القوات الحكومية نفذت "إعدامات ميدانية واسعة النطاق" للشباب والبالغين.
وأظهر مقطع متداول رجلا يرتدي زيا عسكريا وتحدث بلهجة أقرب للمصرية في أحد مقاطع الفيديو التي تم تصويرها في الليل: "إلى العلويين، جئنا لنذبحكم ونذبح آباءكم"، فيما ظهر آخر يقول، يقول: "هذه معركة تحرير الآن هذه معركة تطهير (سوريا)".
وقال أحد سكان اللاذقية لـCNN: "لقد تنقل رجال مسلحون من منزل إلى آخر وهاجموا الناس كنوع من التسلية... لقد أعلنوا علينا الجهاد من كل أنحاء سوريا".
وقال شاهد لفرانس برس بأنه رأى رجلا وزوجته وطفليهما يُجبرون على الخروج من منزلهم والوقوف أمام جدار قبل أن يتم إعدامهم رميا بالرصاص في قرية علوية بمنطقة اللاذقية. فيما أكد آخر لذات المصدر، أن مسلّحين جمعوا جميع الرجال من المبنى الذي يقطن فيه شقيقه على السطح قبل أن يتم إعدامهم.
وضمن ردود الفعل على الفظائع، أكد "هيومن رايتس ووتش" "وجوب أن تشمل المساءلة عن الفظائع جميع الأطراف، بما في ذلك الجماعات مثل هيئة تحرير الشام والجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا"، وهما المكوّنان الأساسيان اليوم في قوات الأمن الجديدة في سوريا، و"التي لديها تاريخ موثق جيدا من الانتهاكات الحقوقية وانتهاكات القانون الدولي".
وقالت مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان، إنه "في عدد من الحالات المثيرة للقلق البالغ، قتلت عائلات بأكملها، بما في ذلك النساء والأطفال والأفراد العاجزون عن القتال" مضيفة: "داهم الجناة المنازل، وسألوا السكان عما إذا كانوا علويين أو سنة، قبل قتلهم أو العفو عنهم على هذا الأساس".
فصائل مسلحة.. أي مستقبل؟
لا يزال مستقبل بناء الدولة السورية غامضا، في وجود فصائل مسلحة، فبحسب دراسة لمدوّنة "ديوان" الصادرة عن مركز مالكوم كير– كارنيغي للشرق الأوسط، فور تولي تحرير الشام الحكم، فإن مستقبل سوريا "غامضًا ومجهولًا، وتلوح في الأفق سيناريوهات مُحتمَلة عدّة للمرحلة المقبلة. فقد ينشب صراعٌ على السلطة بين مختلف الفصائل الناشطة في البلاد، أو قد تتسلّم مقاليد السلطة قوّة موحّدة أكثر، تقودها على الأرجح هيئة تحرير الشا، في مطلق الأحوال، يُرجَّح أن تبقى سورية ضعيفةً وغارقةً في مستنقع الصراعات الداخلية في المستقبل المنظور، وأن تشكّل ساحةً مفتوحة للتدخّلات الأجنبية، ما سيزيد من التحديات المُحدقة بمساعي تحقيق التعافي وإرساء الاستقرار في البلاد."
وقد أثبتت أحداث الساحل الأخيرة، توقعات تلك الدراسة، بعد حوالي ثلاثة أشهر من تولي هيئة تحرير الشام السلطة.
وما تزال هيئة تحرير الشام، على القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية الأجنبية، بحسب الإدارة الأمريكية التي أكدت: "أن قرار تصنيف مجموعة كمنظمة إرهابية يقتضي عملية فيها جدية ودقة.
هذه الأحداث تعكس خطورة المرحلة التي تشهدها سوريا ليس فقط على هذا البلد العربي المهم، بل على المنطقة كلها، مالم يتم تدارك الانزلاق الخطير، خصوصا بعد أن كشفت الاحداث والتطورات خطورة الحماعات المتطرفة حتى بعد سيطرتها على البلاد.
وهنا ينبغي الضغط بشدة على الدول التي تمول وتسلح وتدرب تلك الجماعات التي اثبتت انها منفلته وتمثل خطرا شديدا قد يمتد إلى دول أخرى، في حال استمر الشحن والقتل الطائفي الذي يبدو ان إيران ايضا تغذيه من الطرف الآخر، وهو ما يجعل مستقبل سوريا القريبفيمهبالريح.