أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات مناسبات مجتمع رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الهوية الوطنية لا تمنع أحدًا من الإيمان بقضية


نسيم عنيزات

الهوية الوطنية لا تمنع أحدًا من الإيمان بقضية

مدار الساعة (الدستور الأردنية) ـ
يبدو ان الفقر وضيق العيش يدفعان إلى النبش بقضايا وأمور يجب ان لا تكون بيننا، فالبعض بيننا يستغل اي قضية ليسلي وقته وينسى ظروفه محاولة منه للهرب من واقعه الصعب والالتزامات المفروضة عليه ليطبق حالة المثل «قلة الشغل بتعلم التطريز».
ومع تفاقم الأوضاع المعيشية ونسبة البطالة بين شبابنا وغيرها من الامور والأحداث التي عصفت بنا وفرضت نفسها علبنا التي اوجدت بينا امرا جديدا لم نعتد عليه يتمثل بكثرة وتعدد الرويات امام قضية او حدث حتى لو كان بسيطا متبوعة بالتحليلات واصدار الأحكام التي قد تصل احيانا إلى التكفير والخروج من الملة.
هذا كله احدث امرين او ازال الستار وكشف المستور عن خفايا بين ابناء المجتمع الواحد.
فأما ما أحدثه هو انقسام مجتمعي وتوزيع الولاءات والانتماءات ومنح صكوك غفران وتصاريح التوبة او اصدار عقوبات ونصب اعواد المشانق ممن نصبوا أنفسهم اوصياء على الناس عند أي قضية.
اما ما كشفته هذه الحالة هو ضعف النسيح المجتمعي وغياب الهوية الوطنية وعدم تعريفها بشكل صحيح لأبناء المجتمع خلال مسيرة الدولة لنتوه بينها وبين المواطنة.
هذا الامر جعل اطرف معادلة الهوية والمواطنة في حالة تأهب دائم واستعداد للانقضاض على الآخر وسط حملة من التخوين والتشكيك واصدار الأحكام او منح اوسمة ضمن مبدأ معي او ضدي.
كما كشفت الحالة ايضا حجم الفجوة واتساع المساحة وبعد المسافة بين الناس وقضاياهم نتيجة انعدام الثقة وغيابهم او تغييبهم عما يدور حولهم وعدم اشراكهم او مصارحتهم بالأحداث وما يتخذ من قرارات تهمهم ولها علاقة بمستقبلهم، مما دفعهم نحو الانشغال بأمور أخرى وتبني شعارات وقضايا على حساب قضاياهم.
لذلك فان الذنب ليس ذنب المواطن بل هو نتيجة أفكار زرعت بعقله وشعارات تربى علبها ومواقف عاشها ودعوات ومصطلحات لازمته خلال مراحل حياته مما خلقت حالة من التعايش والانسجام وعدم الرفض ايضا.
مما يقودنا او يفرض علينا نتيجة واحدة بأننا جميعا اردنيون ، نعيش بمظلة الدولة ضمن تشريعاتها وقوانينها التي يجب ان تطبق على الجميع دون تحيز او تمييز وفي حالة قبول واستسلام ايضا، والابتعاد عن المجادلة او الهمز واللمز.
عندها نستطيع أن نقول من حق الجميع التمسك والايمان وكذلك الدفاع عن هويتهم الوطنية دون تخوين او اقصاء للاخر الذي لا يمكننا أن نمنع او نستكثر عليه حقه وايمانه بقضيته او مصادرة رأيه.
مدار الساعة (الدستور الأردنية) ـ