مدار الساعة - كتبت المحامية د.رنا محمد المهيرات:
في عالم تموج فيه التحديات، وتتصاعد فيه التهديدات، هناك رجال يقفون بين الوطن وأعدائه، يسهرون حيث ينام الآخرون، ويتحركون في الظل لمنع أي خطر قبل أن يتحول إلى كارثة. إنهم فرسان الحق، النخبة الأمنية التي تعمل تحت مظلة دائرة المخابرات العامة، القوة الضاربة التي لا تتهاون في حماية البلاد، ولا تسمح بوجود ثغرة واحدة يمكن أن ينفذ منها الخطر.
الأمن لا يتحقق بالكلمات، والاستقرار لا يُحمى بالتصريحات، بل هو معركة مستمرة، تُخاض بالعقل والحنكة، بالقوة والحسم، بلا تردد أو تراخٍ. في هذه المعركة، لا مكان للضعف، ولا مجال للمجاملات، ولا فرصة لمن يختبر صبر الدولة أو يتوهم أن بإمكانه زعزعة الأمن. المخابرات العامة، عبر فرسان الحق، تعمل وفق عقيدة صارمة: الخطر لا يُنتظر حتى يقع، بل يُسحق قبل أن يولد.
كل حركة مشبوهة تحت المجهر، كل همسة خيانة مرصودة، وكل يد تحاول العبث بأمن الوطن تُقطع قبل أن تمتد. لا مجال للنقاش مع الإرهابيين، ولا مهادنة مع الخونة، ولا فرصة لمن يظن أن بإمكانه الإفلات من قبضة الدولة. الأعداء يتغيرون، لكن المصير واحد، والرسالة واضحة: من يهدد هذا الوطن، لن يجد ملاذًا، ولن يُمنح فرصة ثانية.
لقد أثبت فرسان الحق مرارًا وتكرارًا أنهم اليد التي تضرب بلا تردد، والعين التي لا تنام، والسيف الذي لا يعود لغمده إلا بعد أن يقطع كل خطر. كم من مؤامرة وُئدت قبل أن تبدأ؟ كم من إرهابي اختفى قبل أن ينفذ مخططه؟ وكم من خائن دفع ثمن خيانته قبل أن يعتقد أنه في مأمن؟ الأرقام لا تُعلن، والتفاصيل لا تُكشف، لأن الحروب الأمنية لا تُدار أمام الكاميرات، بل تُحسم في صمت، حيث لا يسمع أحد إلا صوت القوة وهي تفرض كلمتها.
هذه ليست مجرد عمليات أمنية، بل هي معركة وجود، معركة لا تعرف التوقف، ولا تقبل أنصاف الحلول. دائرة المخابرات العامة لا تتحرك بردود الأفعال، بل تصنع الأحداث، وتتحكم في مسارها، وتكتب السيناريو قبل أن يبدأ الآخرون في التفكير بكتابته.
كل من تسول له نفسه اختبار هذه القوة، عليه أن يدرك أن النهاية محسومة مسبقًا، وأن اليد الحديدية لا ترتجف، بل تضرب في اللحظة المناسبة، وبالقوة اللازمة. لا أحد فوق القانون، ولا أحد في مأمن إن كان يشكل تهديدًا لأمن الدولة. من يلعب بالنار، سيحترق، ومن يعتقد أنه قادر على الاختباء، سيفاجأ بأن العيون الساهرة تراقبه منذ اللحظة الأولى.
هذا الوطن ليس ساحة مفتوحة للتجارب، وليس ميدانًا للفوضى، ولن يكون أبدًا سهل المنال لمن يخططون في الخفاء. خلف هذا الاستقرار الذي ينعم به الجميع، هناك رجال لا ينامون، لا يتهاونون، ولا يسمحون لأي تهديد بأن يأخذ خطوة واحدة نحو التنفيذ.
القوة وحدها هي اللغة التي يفهمها الأعداء، ونحن نتحدث بها بطلاقة. لا نساوم على الأمن، ولا نتسامح مع التهديدات، ولا نترك مجالًا للخطأ. القرار واضح ونهائي: كل من يتجرأ على المساس بهذا الوطن، ستسحقه يد المخابرات العامة، وستمزقه ضربات فرسان الحق قبل أن يتمكن حتى من إدراك ما حدث.
ليكن واضحًا للجميع: هذا الوطن محمي برجال لا يرحمون، بعزيمة لا تنكسر، وبإرادة لا تلين.