تُعرّف "الجامعة المناطقية" بأنها جامعة تخدم منطقة جغرافية محددة، وتركز على تلبية احتياجات هذه المنطقة من حيث التعليم العالي، والبحث العلمي، والتطوير المجتمعي، وتركز على تنمية المنطقة بتوفير برامج دراسية مرتبطة بالموارد، والاحتياجات الاقتصادية، والاجتماعية للمنطقة.
من خصائص الجامعة المناطقية أنها ترتبط بسوق العمل المحلي، فتتعاون مع الشركات والمؤسسات المحلية؛ لتوفير فرص تدريب وتوظيف للخريجين، وتدعم التنمية المستدامة، فتسهم في حل المشكلات المحلية من خلال الأبحاث التطبيقية، والمشاريع المجتمعية.
تعطي الجامعة المناطقية أولوية لقبول الطلبة من نفس المنطقة؛ لدعم التنمية البشرية فيها، وتوجد شراكة مع المجتمع المحلي بتعزيز التفاعل بين الطلبة وأفراد المجتمع عبر مشاريع خدمية وتطوعية،
من الأمثلة عليها جامعة تخدم منطقة زراعية قد تركز على برامج في الهندسة الزراعية، والموارد الطبيعية، او جامعة في منطقة صناعية قد تقدم تخصصات في الهندسة والصناعات التحويلية.
بالتالي، تهدف الجامعة المناطقية إلى تطوير المنطقة التي تقع فيها، عبر تقديم تعليم موجه، وحلول بحثية تخدم المجتمع المحلي.
فهل هذا ينطبق على جامعة اليرموك التي أنجبت من رحمها جامعة العلوم والتكنولوجيا؟
أما الجامعة الوطنية، فهي مؤسسة تعليمية تمثل الدولة، وتخدمها على المستوى الوطني، وتكون غالبًا مدعومة من الحكومة أو تعمل بتوجيه منها، وتتميز بتقديم برامج أكاديمية وبحثية تخدم المصلحة العامة، وتساهم في التنمية الوطنية.
تحصل الجامعة الوطنية -غالبًا- على دعم مالي من الدولة؛ لضمان توفير تعليم ميسور التكلفة، وذي جودة عالية.
ومن خصائصها: أن قبول الطلبة فيها يكون من جميع أنحاء البلاد، ولا يقتصر على منطقة جغرافية محددة، وهي تقدم تخصصات متنوعة تشمل العلوم، والهندسة، والطب، والعلوم الإنسانية، والاقتصاد، بهدف دعم مختلف قطاعات الدولة.
كما أنها تركز على البحث والتنمية، فتساهم في الأبحاث العلمية التي تعزز الابتكار، والتنمية المستدامة في الدولة. ومن خصائصها ايضا تعزيز الهوية الوطنية، فتسهم في نشر القيم والثقافة الوطنية، وتعزيز الوحدة الاجتماعية.
إذن تختلف الجامعة الوطنية عن المناطقية من حيث نطاق الخدمة والتأثير، إذ تهدف إلى تقديم تعليم وخدمات أكاديمية تعود بالنفع على الدولة كلها، وليس فقط على منطقة معينة، وهذا ما كان من جامعة اليرموك التي قدمت الكفاءات للوطن كله، بل للعالم العربي كله، وربما أكثر من ذلك.
عند النظر في تعريف الجامعتين أعلاه يمكننا معرفة النوع الذي تندرج تحته جامعة اليرموك، وأنها وطنية لا مناطقية.
إن من عاصر اليرموك في سنواتها الأولى، فإنها كانت تضم جنسيات مختلفة من الطلبة من الضفة الغربية، ولبنان والكويت إضافة إلى أرجاء الأردن الجنوب والسلط وعمان...الخ، وكذلك الأساتذة في كلية الآداب- مثلآ- والذين درست أنا شخصيا على أيديهم، فقد كانوا من الأردن وأمريكا ولبنان وسوريا...الخ، وهذا يؤكد أنها لم تكن مناطقية منذ بداياتها.
وإذا كانت مناطقية،-كما تُنعت- فلماذا هذا الجهد الكبير والمال الذي يُبذل؛ لتحقيق مراكز متقدمة في التصنيفات العالمية؟ وكأني بها تطمح للوصول إلى العالمية، وعدم الاكتفاء بالوطنية، وإذا كانت مناطقية، أفليس من الواجب أن تكون الإدارات العليا التي تعاقبت عليها من المنطقة ذاتها؟ وهو أحد شروط الجامعة المناطقية.