إنّ فرصة اللقاء مع سيدي سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبداللّه الثاني يحفظهما اللّه يعتبر محفزاً لنا فهو الملهم لشباب المملكة بحماسه وحكمته وتواضعه، إذ تشرفت إلى جانب زملائي في مؤسّسة التدريب المهني باللقاء مع سموه اليوم الأربعاء في معهد تدريب جرش حيث زار سموه مركز جرش المتميز للمهارات الرقمية المتقدمة و مركز جيراسا لفنون الطهي، اللذان يعتبران إنجازاً إلى سلسلة مراكز التميز التي تم استحداثها العامين الماضيين بقطاعات تنموية واعدة ضمن الخطة الاستراتيجية للمؤسّسة التي أرسى قواعدها مديرنا العام الخبير بالذكاء الاصطناعي والبلوكتشين الدكتور أحمد مفلح الغرايبه، وبمتابعة من رئيس مجلس الإدارة وزير العمل الدكتور خالد البكار، ودولة رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، والذي يأتي ترجمة حقيقية للرؤى الملكية السامية وتوجيهات سيدي سمو ولي العهد بتوفير فرص غير تقليدية للشباب وانسجاماً مع أولويات رؤية التحديث الاقتصادي للمملكة للأعوام 2025-2028 والمجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل الذي أمر سيدنا بتشكيله مؤخراً.
اليوم وحيث كان تواجدي داخل مركز التميز للمهارات الرقمية المتقدمة في معهد تدريب مهني جرش حيث المحطة الثانية داخل معهد جرش لزيارة سمو سيدي ولي العهد يحفظه اللّه، بعد زيارته لمركز جيراسا المتميز لفنون الطهي، وقد أبدى سموه فخره واعجابه بالمستوى المتميز ودعمه الدائم لقطاع التدريب المهني.
قدم المهندس سفيان القضاة مدير إقليم الشمال بالتدريب المهني والمهندس محمد العتوم مدير معهد جرش إيجازاً لسمو ولي العهد حول البرامج التدريبية المطبقة وأعداد المتدربين والخطط المستقبلية.
وصولاً إلى زيارة سموه للمركز المتميز للمهارات الرقمية المتقدمة حيث قدم المهندس محمود حجازي إيجازاً حول عمل المركز ودورة البرمجة البايثون التي انطلقت فيه و اسهامها الفاعل في تطوير تطبيقات الويب وأدوات الذكاء الاصطناعي.
وبعد ذلك استمع سيدي حسين للشابة الحاصلة على درجة البكالوريوس أروى البشتاوي ومدى الفائدة التي اكتسبتها في الدورات التدريبية لا سيما لغة البرمجة البايثون وانعكاس ذلك على المهارات الرقمية لديها.
وفي الزيارة استأذنت سيدي سمو ولي العهد بالحديث عن دور المؤسّسة بدعم الشباب والشابات ضمن برامج ريادة الأعمال المهنية التي تنفذها المؤسّسة للإسهام بعلاج تحديات البطالة بين الشباب لمساعدتهم تحويل أفكارهم إلى مشاريع ريادية مستدامة، إذ يشمل البرنامج قسمين الأول طويل الأمد موجه لخريجي الجامعات والكليات وبرامج التدريب المهني والثاني للملتحقين بالبرامج التدريبية الحالية.
وبعدها تم التقاط صورة جماعية تذكارية مع سمو سيدي حسين يحفظه اللّه،. ولا أريد أن يفوتني إرسال تحية شكر وتقدير لجميع نشامى قواتنا المسلحة الأردنية الجيش العربي و أجهزتنا الأمنية والحرس الملكي والتشريفات الملكية وجميع العاملين بمكتب سيدي حسين على دماثة أخلاقهم، ونحن جميعاً معهم ومع الوطن ومع سيدنا للحفاظ على الأمن والتماسك المجتمعي والحفاظ على الأردن واحة أمن واستقرار وازدهار بظل قيادتنا الهاشمية الحكيمة.
إن مؤسّسة التدريب المهني وضمن خططها الطموحة الواعدة تمضي قدماً للأمام لتمكين الشباب والشابات بالمهارات المطلوبة لدى أسواق العمل المحلية والدولية.
وإذا رجعنا للتقارير والدراسات الصادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي نجد أن الوظائف بالمستقبل تعتمد بشكل رئيسي على المهارات أكثر من اعتمادها على الشهادات، على سبيل المثال مهارات البرمجة، الأمن السيبراني، أدوات الذكاء الاصطناعي، اللغة الإنجليزية، المهارات الشخصية وتحليل البيانات، وغيرها. إضافة إلى إمكانية استثمار العمل الحر والعمل عبر منصات العمل عن بعد لتوفير فرص التشغيل للشباب.
لذلك علينا جميعاً العمل بتكاملية وتشاركية في جميع المؤسّسات بالقطاعات كافة لترجمة الطموحات والرؤى الملكية لتمكين الشباب وتوفير فرص العمل لهم.
كما أود عبر هذا المقال الإشارة لجلسة افتراضية تشرفت بالمشاركة فيها مؤخراً مع مركز الشباب العربي، إذ تضمنت التوصيات إمكانية العمل على توحيد المناهج التدريبية والأكاديمية لتكون مناهج عربية موحدة تتوافق مع مهارات المستقبل، وحيث اقترحنا حينها إنشاء صندوق للاستثمار الاجتماعي على المستويين الوطني أوالعربي والذي قد يكون بوابة للاعتماد على الذات وتحفيز النمو الاقتصادي وتوفير الفرص الاقتصادية المستدامة للشباب.
إن اللقاء مع سيدي حسين يحفظه اللّه، يحفزنا للمزيد من العمل، فالانجاز يتحقق إذا تكاملت الأدوار بين جميع المؤسسات بالقطاعات كافة، وجمعنا طاقة الشباب مع حكمة الشيوخ، فالوطن الأردن الغالي ونجمته السباعية يستحقان الأفضل دائماً.