أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات برلمانيات جامعات أحزاب مناسبات مجتمع رياضة وظائف للأردنيين مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

بزادوغ تكتب: الإدمان على الإنترنت السوشيال ميديا والترندات غير المسؤولة وألعاب الفيديو


د. رولا عواد بزادوغ

بزادوغ تكتب: الإدمان على الإنترنت السوشيال ميديا والترندات غير المسؤولة وألعاب الفيديو

مدار الساعة ـ
في عصر الرقمنة وسرعة تطور المعرفة الحالي، أمست وسائل التواصل الاجتماعي جزءً لا يتجزأ من حياتنا وبالتالي حياة أطفالنا ومراهقينا. بينما توفر هذه المنصات فرصاً للتواصل والتعلم، فإنها تحمل أيضاً مخاطر كبيرة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالإدمان على استخدامها والترندات غير المسؤولة.
وهنا يجب علينا توضيح الآثار النفسية والاجتماعية للإدمان على السوشيال ميديا (الفقاعة الشريرة)، وكيف تؤثر هذه الظاهرة على سلوكيات الأطفال والمراهقين في المدرسة والشارع، بالإضافة إلى دور الأهل والبيئة الأسرية في مواجهة هذه التحديات.
أولا - الإدمان على الإنترنت والسوشيال ميديا (الفقاعة الشريرة):
الإدمان على الإنترنت والسوشيال ميديا او مايسمى بالفقاعة الشريرة هو حالة من الاعتماد المفرط على الإنترنت، المنصات حيث قضاء وقت طويل في التصفح والتفاعل والتعبير بلا حدود !
مما يؤثر سلباً على سير الحياة اليومية بشكل كبير وبالاخص الأطفال والمراهقين؛ بسبب طبيعتهم الفضولية، يكونون أكثر عرضة للإدمان ودخول هذه الفقاعة بلا شك أكثر من غيرهم.
كما تشير الدراسات الحديثة إلى أن الاستخدام المفرط للإنترنت والسوشيال ميديا يؤدي إلى مشاكل وتحديات نفسية مثل القلق والاكتئاب، بالإضافة إلى تأثيراتها السلبية على التركيز، الاستيعاب وبالتالي التحصيل الادراكي السلوكي المعرفي والعلمي الأكاديمي.
ثانياً - الترندات غير المسؤولة:
تنتشر الترندات غير المسؤولة بسرعة كالنار بالهشيم على وسائل التواصل الاجتماعي، وغالباً ما تتضمن تحديات خطيرة أو سلوكيات غير مشروعة و/أو مقبولة أخلاقياً، إجتماعياً أو حتى قانونياً .
هذه الترندات تؤثر بشكل مباشر على سلوكيات الأطفال والمراهقين، حيث يسعون إلى تقليد ما يرونه على الإنترنت دون تفكير، ادراك و/أو وعي . فبالتالي تؤدي هذه السلوكيات إلى تحديات في المدرسة، مثل؛ ضعف الأداء الأكاديمي، ضعف القدرة الادراكية وضياع البوصلة الأخلاقية والتي ينتج عنها تصرفات غير مقبولة أبداً؛ متمردة مدمرة؛ كالتنمر والعنف وغيرها من السلوكيات الخطيرة على أطفالنا ومراهقينا.
ثالثاً - التأثير على سلوكيات الأطفال والمراهقين:
* في المدرسة: يؤدي الانزلاق إلى الفقاعة الشريرة؛ الإدمان على الإنترنت، السوشيال ميديا والترندات غير المسؤولة وألعاب الفيديو إلى تشتت انتباه الطلاب، مما يؤثر على تحصيلهم العلمي، السلوكي والادراكي. كما تظهر سلوكيات عدوانية و/ أو متمردة شديدة نتيجة لتقليد سلوكيات سلبية غالباً ماتكون خطيرة ودخيلة على مجتمعنا العربي.
* في الشارع: الأطفال والمراهقون الذين يعانون من اعراض الفقاعة الشريرة ؛ ويتعرضون لمحتوى غير مسؤول يتبنون سلوكيات سلبية و/أو خطرة، مثل:
قلة الصبر التهور والعنف
عدم احترام الغير كالتنمر
اذى النفس أو الآخرين
عدم القدرة على ضبط النفس في التعاملات الشخصية البسيطة قبل المعقدة
انعدام حسن التصرف و/أو التعاطف مع النفس و/أو الغير
الانخراط في أنشطة غير قانونية.
وغيرها من السلوكيات السلبية و/أو الخطرة..
وبالتالي تؤدي هذه السلوكيات إلى مشاكل قانونية و/أو تعرضهم للخطر المحتم بمختلف اشكاله.
وهنا يقع على عاتق الأهل والبيئة الاسرية المحيطة دور جوهري حاسم في توعية وتوجيه أبنائهم نحو استخدام آمن ومسؤول للإنترنت وبشكل خاص لوسائل التواصل الاجتماعي وألعاب الفيديو وبالتالي حمايتهم من الانزلاق وحبس أنفسهم داخل الفقاعة الشريرة.
وهنا يجدر بنا الإشارة لبعض الاستراتيجيات الفعالة التي من شأنها أن تساعد الأهل :
* التواصل المفتوح: يجب على الأهل تشجيع الحوار حول المخاطر والفوائد المرتبطة بالانترنت والسوشيال ميديا وألعاب الفيديو ومناقشة الترندات بشكل خاص نقدي واضح التعبير بسيط اللغة.
* ضبط وتحديد الوقت: وضع حدود زمنية لاستخدام الانترنت والسوشيال ميديا وألعاب الفيديو فهذا يجب أن يساعد في الحماية من الإدمان.
* النموذج الإيجابي: يجب على الأهل أن يكونوا قدوة حسنة في استخدامهم للإنترنت والسوشيال ميديا وألعاب الفيديو ، مما يعكس سلوكيات صحية.
* التعليم والتوعية: من المهم تعليم الأطفال كيفية التمييز بين المحتوى الجيد والسيء، وتعزيز التفكير النقدي من خلال استخدام وسيلة تعليمية مناسبة الا وهي لعبة بوصلة الاخلاق.
* الأنشطة البديلة: تشجيع الأطفال والمراهقين على الانخراط في أنشطة رياضية أو فنية أو اجتماعية بديلة متاحة تساعد في تقنين وتقليل وقت الشاشة وتغذي تطور الذكاءات المختلفة الخاصة بهم.
* المراقبة: يجب على الأهل مراقبة الأنشطة الرقمية لأبنائهم والتأكد من سلامتها.
ومن جهة اخرى لرؤية الموضوع بصورته الكاملة والكبيرة؛ فإنه يقع على عاتق الدول الانتباه بشكل مباشر لإضافة قوانين جديدة تناسب الأزمات الحالية والمتوقعة بما يختص بمستقبل محتوى الإنترنت وتطبيقاته الرقمية المختلفة؛ عن طريق وضع قواعد عامة للتعامل مع الإنترنت وصناعة ألعاب الفيديو بحماية عالمية متفق عليها دولياً ووطنياً وذلك للتعامل مع المحتوى الضار - والملوث من ناحية التلوث والانحدار الفكري والاجتماعي والاقتصادي بكل اشكاله من خلال المحتوى السمعي و/ أو البصري الذي يؤدي الى الإدمان (الفقاعة الشريرة) وذلك على سبيل المثال لا الحصر.
وهنا يجدر بنا ذكر بعض الاستراتيجيات الوطنية التي ستساعد على مواجهة التحديات الحالية والأزمات المتوقعة مستقبلياً من السلوك الحالي :
إعلامياً: التوجيه والإرشاد عن طريق عمل برامج توعوية ومحتوى هادف ونشره على مختلف وسائل الإعلام والاتصال والتواصل المرئي والمسموع لرفع سوية وإدراك أفراد المجتمع بكل فئاته ومكوناته.
قانونياً: سن وتشريع قوانين تضبط استخدام الإنترنت للفئات العمرية المختلفة ومن ثم فرضها وتطبيقها بكل يسر وسهولة.
أكاديمياً: وضع مناهج خاصة علمية تعتمد على الدراسات الحديثة بما يختص بالموضوع وكل ماهو جديد حوله بأساليب توعوية مبسطة وقريبة من الواقع المجتمعي لرفع مستوى الوعي والإدراك من مرحلة رياض الأطفال وحتى المرحلة الجامعية؛ والأولوية للبدء بالفئة العمرية لمرحلة صفوف؛ السابع ، الثامن والتاسع .
اقتصادياً: العمل على برامج التمكين الاقتصادي من خلال توفير برامج مدعومة وان كانت مدعومة فقط من خلال اعتماد الاقتصاد التشاركي لتطوير قدرات ومهارات افراد المجتمع بكل فئاته والتشجيع على الاستثمار في مجال التكنولوجيا الرقمية وتطوير التطبيقات الذكية بطريقة موجهة وليست عشوائية اي ان تكون ممنهجة ومبتكرة لعلاج التحديات الاجتماعية الأخلاقية الحالية وادارة الأزمات المستقبلية فيما يختص بالسلوك البشري الاجتماعي والاقتصادي بعد دمجهم سوياً .
ونهايةً ؛ عمل برنامج وطني شامل وكامل يربط الاستراتيجيات بالمجتمع لتنفيذها بطريقة مبتكرة وفعالة ومحفزة (سنشرحه بمقال آخر قادم).
كونوا بخير أنتم ومن تحبون ولا بأس عليكم من مراجعة المختصين في حال عانيتم انتم او أبناؤكم من اعراض الفقاعة الشريرة ولكن الضرر في حال إهمال هذه الاعراض لتصل لمرحلة معقدة وصعب التعافي منها ووقتها الخسارة جمّة علينا كأفراد ومجتمع ودول عالم ككل.
مدار الساعة ـ