أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

المسيحيون في المنطقة العربية والإسلام

مدار الساعة,مقالات مختارة
مدار الساعة ـ
حجم الخط

تعرض المسيحيون في المنطقة العربية إلى موجات من الاضطهاد من قبل القوى الخارجية، وعلى الرغم من أن الرسالة المسيحية قد خرجت من هذه المنطقة المباركة إلا أن ذلك لم يكن شافعًا لأهلها أمام بطش تلك القوى الخارجية.

ومعلوم أنه عند فتح مصر من قبل سيدنا عمرو بن العاص (رضي الله عنه) كان الإكليروس القبطي مختبئا في الصحارى، خوفا من القتل والاغتيال. كما كان بنيامين الأول (بابا الإسكندرية، وبطريرك الكنيسة القبطية) قد أرغم على ترك منصبه والعيش في الصحراء لمدة 13 سنة، هاربا من بطش البيزنطيين. فماذا فعل الفتح الإسلامي؟ أصدر سيدنا عمرو بن العاص (رضي الله عنه) كتابًا فيه ما نصه: «الموضع الذي فيه بنيامين، بطريرك النصارى القبط، له العهد والأمان والسلام، فليحضر آمنا مطمئنا ليدبر شعبه وكنائسه» وعاد بنيامين الأول إلى الإسكندرية وإلى منصبه الباباوي.

لذلك يقول السير توماس أرنولد (المستشرق البريطاني): إن «النجاح السريع الذي أحرزه العرب يعود قبل كل شيء إلى ما لقوه من ترحيب الأهالي المسيحيين الذين كرهوا الحكم البيزنطي لما عرف به من الإدارة الظالمة، وما أضمروه من حقد مرير على علماء اللاهوت. فاليعاقبة الذين كانوا يشكلون السواد الأعظم من السكان المسيحيين، عوملوا معاملة مجحفة من أتباع المذهب الأرثوذكسي التابعين للبلاط».

ونلاحظ الفرق بين ما لقيه المسيحيون من اضطهاد من قبل الدولة البيزنطية باسم الدين المسيحي؛ لتجبرهم على الدخول في مذهبها ومن ثم الخضوع لسلطانها، وبين ما لقيه المسيحيون أثناء حكم المسلمين، حيث احتفظوا بعقائدهم وكنائسهم، وعاشوا حياتهم بحرية. وعلى الرغم من أن المسلمين دخلوا البلاد فاتحين منتصرين في أوج عزتهم وقوتهم، إلا أنهم رحبوا بأن يعيش بينهم من يخالفهم في الدين، في وقت لم تكن الدول ترضى أن يعيش فيها من يخالف مذهبها في الدين الواحد، لذلك نقول: إن نظام التعددية الدينية وقبول الآخر كان المسلمون روّاده.

ومن نبّش في كتب التاريخ فإنه لن يجد حادثة واحدة تنسب للمسلمين ترقى لما فعله البيزنطيون بمن خالفهم من المسيحيّين، أو حتى ترقى لما فعلته محاكم التفتيش بالمسيحيين والمسلمين واليهود.

الدستور

مدار الساعة ـ