أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات برلمانيات جامعات وفيات مناسبات مجتمع رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

حق الطفل في الأمان: جريمة لا تغتفر

مدار الساعة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,أخبار الأسرة
مدار الساعة ـ
حجم الخط
مدار الساعة - كتبت منار عصفور:
في يوم من الأيام، تحول مكان يفترض أن يكون ملاذًا للتعلم والنمو إلى مسرح لجريمة بشعة في إحدى المدارس. تعرض طفل صغير لاعتداء وحشي على يد طالبين أكبر منه، حيث تم حرقه في مطبخ المدرسة. لم يكن هذا مجرد تصرف خاطئ من زملاء في المدرسة، بل كان جريمة تفتقر إلى الإنسانية، وتستوجب الوقوف أمامها بكل حزم. والأسوأ من ذلك هو أن الجريمة لم تلقَ التفاعل الفوري أو العادل من قبل المعنيين بالأمر، بل تم التستر عليها، مما يجعلنا نتساءل عن مصير العدالة في هذه القضية.
إلى إدارة المدرسة: إن المسؤولية الأولى تقع على عاتقكم، أنتم الذين تتزعمون مؤسسة تعليمية يفترض أن تكون مكانًا للراحة والأمان. إذا كانت المدرسة هي البيئة التي يفترض أن ينشأ فيها الأطفال على المبادئ الإنسانية، فلا يمكن أن نقبل أن يتم إخفاء أو التستر على جريمة بهذا الحجم. كان عليكم أن تكونوا الحائط الذي يواجه أي اعتداء ضد الأطفال، وأن تتخذوا الإجراءات القانونية فورًا. كيف يمكن للطلاب أن يشعروا بالأمان في مدرستهم إذا كانت المدرسة نفسها تهمل حقوقهم وتغطي على انتهاكات واضحة؟
إلى المعلمين: أنتم القدوة والموجهون في حياة الأطفال. عندما تشاهدون أو تسمعون عن مثل هذه الحوادث، من واجبكم التدخل بشكل فوري وحازم. إن إخفاء مثل هذه الجريمة أو السكوت عليها لا يقل إثمًا عن ارتكابها. يجب أن تعلموا أن دوركم ليس فقط تدريس المواد الدراسية، بل أيضًا حماية الأطفال من كل أشكال العنف. لا يمكن أن نتخيل أي نوع من التربية يمكن أن يُبنى على الصمت في مواجهة جريمة خطيرة.
إلى العدالة: إن هذه القضية ليست مجرد قضية فردية، بل هي قضية مجتمع بأسره. يجب أن تحاكم العدالة كل من ارتكب هذه الجريمة البشعة، وكل من ساهم في التستر عليها. الأطفال يحتاجون إلى العدالة حتى يشعروا بالأمان، ويعلموا أن لديهم حقوقًا لا يمكن المساس بها. العدالة لا تعني فقط محاكمة الجناة، بل محاسبة كل شخص، سواء كان معلمًا، مديرًا أو مسؤولًا في المدرسة، كان بإمكانه أن يوقف هذا الظلم ولكنه اختار أن يغض الطرف عنه. لا يمكن أن تستمر هذه التجاوزات طالما هناك من يلتزم بالصمت ويعجز عن التصدي للظلم.
إلى الأهل: أنتم أول من يشعر بالألم والأسى على ما حدث لطفلكم. يجب أن تكونوا القوة التي تقف في وجه الظلم وتطالبون بحق أطفالكم في الأمان. ليس من السهل أن ترى طفلًا تعرض لأذى في مكان كان ينبغي أن يكون فيه في أمان، لكن وقوفكم مع الحق ومطالبتكم بالعدالة سيحمي غيره من الأطفال في المستقبل. لن يكون هذا فقط بمثابة انتصار للطفل الذي تعرض للاعتداء، بل سيكون صرخة في وجه كل من يحاول أن يطمس الحقيقة أو يعتدي على حقوق الأطفال.
إلى المجتمع: إن قضية الطفل ليست قضيته وحده، بل هي قضية كل فرد في المجتمع. فكلما اهتممنا بحقوق الأطفال ووقفنا في وجه العنف ضدهم، تخلق لدينا ثقافة تحترم الإنسانية وحقوق الأفراد. يجب أن نكون يقظين ونرفض أي تصرفات تمس كرامة الأطفال. المجتمع مسؤول عن وضع إطار حماية حقيقي للأطفال، وليس فقط عن التنديد بالجريمة بل عن ضمان عدم تكرارها في المستقبل.
الخاتمة: إن الحادث الذي تعرض له الطفل في مدرسته هو دعوة حقيقية للضمير المجتمعي. يجب أن نعمل جميعًا معًا من أجل خلق بيئة تعلمية آمنة، تحترم الأطفال وتحميهم من أي نوع من الأذى. لا يمكن أن نسمح لأي نوع من الجرائم بأن يمر دون محاسبة. يجب أن نتخذ من هذه الحادثة درسًا يؤكد على أهمية العدالة، والحماية، والمسؤولية الجماعية لضمان أن كل طفل في مجتمعنا يعيش في أمان.
مدار الساعة ـ