ألقى جلالة الملك عبدالله الثاني في القمة العربية الطارئة التي عقدت في مصر ، كلمة واضحة وقوية تناولت القضية الفلسطينية من جميع جوانبها، مؤكدًا على الموقف الأردني الثابت في دعم حقوق الشعب الفلسطيني وشدد جلالته على ضرورة الوقف الفوري للحرب على غزة، وحماية المدنيين من العدوان المستمر، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء والدواء والوقود، بشكل مستدام ودون انقطاع. كما أكد على أهمية دعم السلطة الوطنية الفلسطينية، وإعادة إعمار القطاع، ورفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم.
وقد حظيت كلمة جلالته باهتمام واسع على المستويين العربي والدولي، حيث توافقت القمة على تبني الخطة المصرية كإطار عربي شامل للتعامل مع الأزمة. ويؤكد الأردن، قيادةً وشعبًا، موقفه الثابت في دعم القضية الفلسطينية، وقد لعب دورًا محوريًا في تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، فضلًا عن استقباله للأطفال الجرحى لتلقي العلاج في المستشفيات الأردنية.
وفي ضوء هذه المواقف ، لا بد من ترجمتها إلى خطوات عملية على المستوى الرسمي والشعبي. ومن أهم هذه الخطوات ضرورة سنّ تشريعات واضحة تمنع أي محاولة لتهجير سكان غزة إلى الأردن، بما يحفظ التركيبة السكانية والسياسية للدولة الأردنية، ويحول دون تنفيذ أي مخططات تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن. كما يجب تحصين الجبهة الداخلية من أي محاولات لاستغلال الأزمة لتحقيق مكاسب ضيقة أو رسم المشهد السياسي الأردني وفق أجندات خاصة. إن مصلحة الأردن وأمنه القومي يجب أن تبقى في مقدمة الأولويات، بالتوازي مع دعمه الثابت لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني.