في ظل الأحداث الدامية التي تشهدها غزة منذ أكثر من عام ونصف العام، والتي تحولت إلى حمام دم يومي يعاني فيه الفلسطيني من ويلات الحرب والحصار، تأتي قمة القاهرة المقررة لبحث الوضع في فلسطين كفرصة أخيرة للعرب لإثبات جديتهم في دعم القضية.
ومع ذلك، فإن غياب بعض القادة العرب عن هذه القمة، أو مشاركتهم بشكل شكلي دون إجراءات ملموسة، يُعد إشارة خطيرة على تراجع الاهتمام العربي بهذه القضية المركزية التي طالما كانت في صلب الهوية والضمير العربي.
قمة القاهرة تمثل فرصة أخيرة للعرب لإعادة تأكيد التزامهم بالقضية
وإذا لم يتم اتخاذ إجراءات جادة الآن، فقد تفقد القضية الفلسطينية مكانتها كقضية مركزية في العالم العربي، وسيصبح من الصعب على أي دولة عربية أن تتبنى خطابًا قويًا لدعم الفلسطينيين في المستقبل.
وما يحتاجه العرب اليوم هو أكثر من مجرد بيانات وخطب رنانة بل يحتاجون إلى إجراءات ملموسة، مثل تقديم دعم مالي وإنساني مباشر للشعب المنكوب، والضغط على إسرائيل عبر العقوبات الاقتصادية أو السياسية.
كما يجب على الدول العربية التنسيق مع المجتمع الدولي لفرض عقوبات على الكيان بسبب انتهاكاته لحقوق الإنسان، والتي باتت موثقة بشكل صارخ، حيث كان الضحايا أنفسهم يوثقون الجرائم بحقهم عبر الهواء مباشرة ولا حاجة لدليل ابلغ من ذلك.
وما يزيد الطين بلة، الأحداث المتسارعة وتصريحات قادة الكيان اليوم والبيت الأصفر، التي تُظهر خطورة العودة إلى حمام الدم المستمر منذ عام ونصف العام دون أي اعتبار لما جرى من فقدان نحو 50 ألف إنسان لحياتهم، ومئات الآلاف من المصابين والمشردين. هذه الأوضاع المأساوية تتطلب وقفة عربية حقيقية، وليس مجرد كلمات تتبخر في الهواء.
الوقت ينفد، والشعب الفلسطيني ينتظر من أشقائه العرب أكثر من مجرد الخطابات.. والقمة يجب أن تكون منصة لإطلاق إجراءات جادة وفاعلة، وإلا فإن العالم العربي سيفقد مصداقيته، وسيظل الشعب الفلسطيني يعاني دون دعم حقيقي من أشقائه وسيكون الحبل على الجرار.
وفي النهاية فرصتنا الأخيرة موجودة، ولكنها تتطلب إرادة سياسية حقيقية وشجاعة.. والله ندعو أن يوفق قادتنا لما فيه مصلحة الأمة..