أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات مناسبات مجتمع رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الحراحشة يكتب: زيارة الأمير الحسين إلى تركيا..ترحيب رئاسي ومكانة أردنية ودور إستراتيجي!


أ.د.ماجد الحراحشة

الحراحشة يكتب: زيارة الأمير الحسين إلى تركيا..ترحيب رئاسي ومكانة أردنية ودور إستراتيجي!

مدار الساعة ـ
زيارة سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني إلى تركيا تمثل حدثاً دبلوماسياً استراتيجياً بامتياز في ظل الزيارات الرسمية عالية المستوى في الفترة الأخيرة بين الأردن والدول الصديقة والشقيقة، إن هذه الزيارة تعكس رؤية سياسية عميقة وحكمة في التعامل مع التحديات الإقليمية، والتي جاءت في إطار تعزيز العلاقات الأردنية التركية، لم تكن مجرد لقاء روتيني، بل حملت في طياتها رسائل سياسية ودبلوماسية قوية، تعكس إلتزام الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بالثوابت الوطنية والإقليمية.
وفي رمزية الزيارة يأتي الترحيب الرئاسي بسمو الأمير الحسين في أنقرة، والذي تضمن إستقبالاً رسمياً في المجمع الرئاسي، رسالة واضحة إلى العالم بأن الأردن، برغم التحديات الإقليمية، يظل لاعباً رئيسياً في الدبلوماسية الدولية. هذا الإستقبال لم يكن مجرد بروتوكول دبلوماسي، بل كان تعبيراً عن التقدير الكبير لدور الأردن في تعزيز الإستقرار الإقليمي ودعم القضايا العادلة، لا سيما القضية الفلسطينية. كما يعكس هذا الترحيب الثقة الملكية العالية في سمو الأمير الحسين الذي يتمتع برؤية استراتيجية وقدرة على تمثيل الأردن في المحافل الدولية بكل كفاءة وإقتدار.
أحد أبرز ملامح هذه اللقاء المهم هو الموقف المشترك للأردن وتركيا تجاه القضية الفلسطينية. حيث أكد الرئيس أروغان خلال اللقاء أن تركيا "لن تقبل بأي خطة لتهجير الفلسطينيين من غزة وإرسالهم إلى الدول المجاورة"، مشدداً على ضرورة التحرك العاجل لإعادة إعمار غزة. هذا الموقف يتوافق تماماً مع الموقف الأردني الثابت، حيث أكد سمو الأمير الحسين على إلتزام الأردن بدعم حقوق الفلسطينيين ومعارضة أي محاولات لتهجيرهم. هذا التوافق في المواقف يعكس حكمة سياسية عميقة تدرك أن القضية الفلسطينية تظل في صلب الصراعات الإقليمية، وأن أي حلول مستدامة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار حقوق الشعب الفلسطيني.
كما تناول اللقاء التصعيد الخطير في الضفة الغربية، حيث أكد سمو الأمير الحسين على خطورة هذه التطورات ودعا إلى ضرورة الإنتباه الجاد لما يحدث هناك. هذا التحذير يعكس رؤية إستراتيجية تدرك أن تجاهل التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع، مما يهدد الاستقرار الإقليمي ويُعقّد مسارات السلام. من هنا، تأتي أهمية الرسالة التي حملها سمو الأمير الحسين إلى تركيا، والتي تؤكد أن الأردن لن يتغاضى عن أي انتهاكات تمس حقوق الفلسطينيين أو تهدد أمن المنطقة. إضافة إلى ذلك، ناقش الجانبان الاعتداءات المتكررة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، حيث أكد سمو الأمير الحسين على أهمية حماية هذه المقدسات ودعم الوصاية الهاشمية عليها. من خلال هذا التأكيد، أرسل الأردن وتركيا رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي مفادها موقف البلدين اتجاه أي الاعتداءات على المقدسات وأن هذه الأماكن يجب أن تُحترم دون أي قيود..
إن هذه الزيارة تؤكد على الدور الحيوي الذي تلعبه الأردن في المنطقة، ليس فقط كدولة تسعى لتحقيق الاستقرار الداخلي، ولكن أيضاً كفاعل رئيسي في تعزيز التعاون الإقليمي والدولي. في ظل هذه الظروف الصعبة، تظل الدبلوماسية الأردنية ركيزة أساسية في تعزيز المصالح العربية ودعم الجهود الرامية إلى تحقيق السلام والتنمية في المنطقة.
مدار الساعة ـ