جاءت الزيارة التي قام بها الرئيس السوري احمد الشرع للاردن هذا اليوم الاربعاء 26/2/2025 لتجسد حالة الأخوة والمحبة بين القيادتين الاردنية والسورية وبين شعبي البلدين ، خاصة الاستقبال الحافل الذي جرى للرئيس الشرع والوفد المرافق من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم .
الزيارة والاستقبال الحافل للشرع من قبل جلالة الملك شخصيا ، الذي استقبله على سلم الطائرة ، والموكب الاحمر الملكي الذي استخدم في المناسبة لها دلالات ومعان كبيرة ابرزها الاشتياق الى عودة العلاقات بين البلدين الى حالتها الطبيعية ، والاعتراف الكامل والصريح امام العالم بالنظام السوري الجديد .
أما الزيارة بحد ذاتها فأن لها دلالات ايضا من الطرف السوري ، ابرزها إدراك الدور الاردني الكبير في المنطقة ، وحاجة سورية للاردن خاصة في هذه الظروف التي بدأ فيها النظام الجديد ببناء دولة سورية الجديدة .
ولمن لا يعرفون ، فإن الاردن يشكل دولة عظمى في المنطقة ، لانه اللاعب الرئيسي في استقرار المنطقة والمحافظة على التوازنات فيها ، اذ بيده الكثير الكثير من الاوراق يمكنه استخدامها للحفاظ على هذه التوازنات والحفاظ على الاستقرار في المنطقة .
ومنذ 13 عاما ( بداية الاحداث الداخلية في سورية ) والاردن يعاني كما عانت سورية ، اذ يبلغ طول الحدود الاردنية السورية 375 كم ، دفع الاردن الغالي والنفيس منذ عام 2011 لحمايتها من تهريب المخدرات والسلاح ونظام الاسد ، ناهيك عن ان هناك الكثير من الملفات المتوقفة بين الطرفين حتى قبل عام 2011 بسبب المواقف المعادية للنظام السوري للاردن ، ومن هذه الملفات ملف المياه ، حيث قام الاردن ببناء سد الوحده الذي كلفه مبالغة هائله وتم وقتها الاتفاق على ان يزود النظام السوري الاردن ب 2 مليون م مكعب من المياه سنويا ، الا ان النظام السوري لم يلتزم بذلك الاتفاق وبنى العديد من السدود داخل الاراضي السورية ، التي منعت المياه من الوصول للاردن .
فوق هذا وذاك ، فقد تعطلت اعمال اللجنة المشتركة الاردنية السورية التي كانت تعقد مرة في السنة على الأقل ، والتي كانت تحوي ملفات ضخمة من العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها من العلاقات .
واليوم ، وبحمد من الله ، فقد تخلص الاردن من الجار الايراني شمال الاردن ، اذ كانت المليشيات الايرانية مرابطة عند الحدود الشمالية للاردن مع سورية ، وتعيث كل انواع الدمار والارهاب والفساد وتهريب المخدرات والسلاح الى الاردن .
من هنا ، فإن زيارة الشرع للاردن تعتبر تاريخية ، ستفتح آفاقا غير مسبوقة في علاقات البلدين ، وستفتح الطريق امام الاردنيين للمشاركة في إعمار سورية ، مما يبشر بالخير للدولتين ولدول المنطقة اجمع .