أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات جامعات وفيات برلمانيات مناسبات مجتمع رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مختارة تبليغات قضائية مقالات أسرار ومجالس مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

العتوم يكتب: الزيارة التاريخية للرئيس السوري احمد الشرع للاردن


المستشار الدكتور انور العتوم
محلل سياسي

العتوم يكتب: الزيارة التاريخية للرئيس السوري احمد الشرع للاردن

مدار الساعة ـ
جاءت الزيارة التي قام بها الرئيس السوري احمد الشرع للاردن هذا اليوم الاربعاء 26/2/2025 لتجسد حالة الأخوة والمحبة بين القيادتين الاردنية والسورية وبين شعبي البلدين ، خاصة الاستقبال الحافل الذي جرى للرئيس الشرع والوفد المرافق من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم .
الزيارة والاستقبال الحافل للشرع من قبل جلالة الملك شخصيا ، الذي استقبله على سلم الطائرة ، والموكب الاحمر الملكي الذي استخدم في المناسبة لها دلالات ومعان كبيرة ابرزها الاشتياق الى عودة العلاقات بين البلدين الى حالتها الطبيعية ، والاعتراف الكامل والصريح امام العالم بالنظام السوري الجديد .
أما الزيارة بحد ذاتها فأن لها دلالات ايضا من الطرف السوري ، ابرزها إدراك الدور الاردني الكبير في المنطقة ، وحاجة سورية للاردن خاصة في هذه الظروف التي بدأ فيها النظام الجديد ببناء دولة سورية الجديدة .
ولمن لا يعرفون ، فإن الاردن يشكل دولة عظمى في المنطقة ، لانه اللاعب الرئيسي في استقرار المنطقة والمحافظة على التوازنات فيها ، اذ بيده الكثير الكثير من الاوراق يمكنه استخدامها للحفاظ على هذه التوازنات والحفاظ على الاستقرار في المنطقة .
ومنذ 13 عاما ( بداية الاحداث الداخلية في سورية ) والاردن يعاني كما عانت سورية ، اذ يبلغ طول الحدود الاردنية السورية 375 كم ، دفع الاردن الغالي والنفيس منذ عام 2011 لحمايتها من تهريب المخدرات والسلاح ونظام الاسد ، ناهيك عن ان هناك الكثير من الملفات المتوقفة بين الطرفين حتى قبل عام 2011 بسبب المواقف المعادية للنظام السوري للاردن ، ومن هذه الملفات ملف المياه ، حيث قام الاردن ببناء سد الوحده الذي كلفه مبالغة هائله وتم وقتها الاتفاق على ان يزود النظام السوري الاردن ب 2 مليون م مكعب من المياه سنويا ، الا ان النظام السوري لم يلتزم بذلك الاتفاق وبنى العديد من السدود داخل الاراضي السورية ، التي منعت المياه من الوصول للاردن .
فوق هذا وذاك ، فقد تعطلت اعمال اللجنة المشتركة الاردنية السورية التي كانت تعقد مرة في السنة على الأقل ، والتي كانت تحوي ملفات ضخمة من العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها من العلاقات .
واليوم ، وبحمد من الله ، فقد تخلص الاردن من الجار الايراني شمال الاردن ، اذ كانت المليشيات الايرانية مرابطة عند الحدود الشمالية للاردن مع سورية ، وتعيث كل انواع الدمار والارهاب والفساد وتهريب المخدرات والسلاح الى الاردن .
من هنا ، فإن زيارة الشرع للاردن تعتبر تاريخية ، ستفتح آفاقا غير مسبوقة في علاقات البلدين ، وستفتح الطريق امام الاردنيين للمشاركة في إعمار سورية ، مما يبشر بالخير للدولتين ولدول المنطقة اجمع .
مدار الساعة ـ