مدار الساعة - كتب: د. محمد عبدالكريم الزيود - في الصورة الني وثقت اجتماع جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي العهد الأمير الحسين بالرئيس السوري أحمد الشرع، ثمة صورة على الجدار خلف الملك والضيف وهي صورة جلالة المغفور له الشهيد الملك عبدالله الأول بن الحسين.
وربما نقرأ المشهد من حيث هذه الرمزية الهاشمية، حيث بعد توّلي الملك فيصل عرش سوريا، وإثر معركة ميسلون خرج الملك فيصل وتسلم عرش العراق، وفي تموز ١٩٢٠ إحتل الفرنسيون سوريا، وجاءت برقيات إستغاثة من السوريين، ووصلت برقيات ونداءات أحرار العرب للشريف الحسين بن علي ليرسل أحد أنجاله ليقود حملة ضد الفرنسيين، واستعدادهم للوقوف إلى جانبه ، سواء أكانوا من أحرار العرب في سوريا أم من زعامات العشائر الأردنية وزعامات الأردن الوطنية من حوران إلى الزرقاء والبلقاء ثم إلى عمان والكرك والطفيلة ومعان وباقي جنوب الأردن.
الشرع الذي يقود الدولة السورية الجديدة كان بضيافة عبدالله الثاني حفيد عبدالله الأول، وإن كان الأردنيون على رأس من تطوعوا لتحرير سوريا، فالأردن اليوم وبقيادة ملكهم هم أول من مد يد المساعدة للجار وربت على كتفهم حتى يتعافوا، وإستضافوا مليونين من اللاجئين السوريين على مدار ١٢ عاما وإقتسموا معهم خبزهم وماءهم ومنحوهم الأمن والأمان. كما لا ينسى السوريون جلالة الملك الحسين بن طلال وهو من أرسل اللواء المدرع ٤٠ ليحمي دمشق في حرب تشرين عام ١٩٧٣.
الصورة والمشهد ورمزية الدلالة أن سوريا الجديدة وقادتها الجدد يلتقطون الرسالة التي قوامها التعاون والإخاء والمساعدة وحسن النوايا.