هناك إجماع على ان الاستثمار وخصخصة مطار الملكة علياء الدولي كانا ناجحين بكل المقاييس.
المطار شهد تطوراً كبيراً وأنفقت فيه أموال كبيرة رفعت قيمته بشكل قياسي. حملت الأخبار مشاريع جديدة لمزيد من التطوير ستنفذها مجموعة المطار لكن لفت انتباهي مشروع واحد وهو البوابات الإلكترونية التي تأخر العمل بها كثيرا.
لا أذيع سرّاً إن قلت ان وزير الداخلية مازن الفراية كان من اشد المتحمسين لهذه الفكرة ولا اشك ان اطلاقها قد تم بتشجيع منه. مشروع المطار الذي واجه اعتراضات كثيرة لا معنى لها؛ إذ ثبت أن النتائج كانت الأفضل، وما زالت.
بينما كانت مطارات مجاورة تنتعش، وتتجدد، كان مطار الملكة علياء الدولي يعاني، فلم تنفع كل محاولات التحديث على البناء القديم ولم يحالف كل مساعي التطوير النجاح فكان القرار الجريء المتأخر ببناء المبنى الجديد.
ثمة دور مطلوب من الحكومة وهو دفع المشاريع الكبرى المعطلة وثمة قرارات مهمة مطلوبة منها تتعلق بهذه المشاريع وهي قرارات معطلة يفترض أن تذلل معيقات سير العمل, بنظرة جادة وجديدة الى المستقبل, فلا ينفع الاقتصاد الأردني في مأزقه اليوم أن يبقى صانع القرار أسيرا لظلال الماضي، حتى لو جذبته كل قوى الشد العكسي اليها والتي نجحت حتى اللحظة في تجميد الحالة والتي ترغب في الاستمرار بالخوض فيها كل لغاية في نفس يعقوب..
منذ وقت لم نسمع حكومة تتحدث عن خطط وبرامج لجذب الاستثمار، وما ان جاءت حكومة تطرح بجرأة كل شيء على الطاولة فينبغي ان تحظى بالدعم. المهم هو ان نعمل معا على ازالة الركام لتشييد الأسس.
بالعودة الى المطار، فقد ازدادت الطاقة الاستيعابية الى 9 ملايين مسافر واليوم نتحدث عن ١٨ مليون مسافر مع أنني أعتقد أننا ربما سنحتاج لما هو أكثر من عدد البوابات الموجودة وهو ما على الائتلاف المنفذ أن يستكمله.
بقي أن المطار أصبح اليوم مشروعا ناجزا, وهو وجهة سياحية متكاملة، ويجب أن تكون مرافقه متاحة لمن يرغب من المسافرين وغير المسافرين التجوال فيها من دون قيود.
كانت لكاتب هذا العمود تجربة في زيارة إلى مطار ميونخ في ألمانيا، هناك مطاعم وملاعب وساحات للاحتفال وهناك مول وسوق كبير للمواد الغذائية داخل المطار لخدمة سكان المدينة والزوار. أرغب كثيراً في أن أرى مطار الملكة علياء الدولي على هذا الشكل.
qadmaniisam@yahoo.com