مدار الساعة - كتب: عبدالله علي القلاب - الرسائل التي وضعها رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي على الطاولة البرلمانية العربية في القاهرة اليوم السبت جاءت في السياق نفسه الذي اتخذته الدبلوماسية الأردنية منذ عقود، سوى أن الجديد هو في تذكير الصفدي للعرب والعالم معا "إننا أمام أصعب المنعطفات في تاريخ القضية الفلسطينية".
الصفدي - الذي ترأس وفدا نيابيا ضخما الى القاهرة للمشاركة في أعمال المؤتمر البرلماني العربي المنعقد في القاهر تحت عنوان "الوثيقة العربية لدعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه" - لم يضع على الطاولة العربية التصور الاردني للمرحلة، بل أكثر من ذلك حمل الرسالة الاردنية التي قال هو نفسه عنها إنها "لا تقبل التأويل كما لا تحتاج التفسير".
أما ما يقلق الصفدي ويقلق الاردنيين معه أن آثار المعالجات التي تجري للقضية الفلسطينية سوف ترتد آثارها على المنطقة برمتها. لهذا فإن عليها ان تكون معالجات عادلة. يقول: "لا أمن ولا استقرار من دون حل عادل شامل لها يضمن إقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة".
على اية حال أبلغ الصفدي العرب ان المعادلة الوطنية الاردنية واضحة: "الأردن يتصدى لطروحات التهجير، متسلحاً بالتفاف شعبي عز نظيره خلف جلالة الملك".
ومن هنا بدأ فقال: إن جلالة الملك عبدالله الثاني، برهن بموقف الحكمة والصلابة، أن الأوطان تقوى بتلاحم قيادتها وشعبها، ونحن في الأردن على قلب رجل واحد نقول "نفخر بك يا جلالة الملك وأنت الزعيم الذي ما ساوم ولا هادن، ونردد من خلفك، لا للتوطين، لا للتهجير، لا للوطن البديل، وكنوز الدنيا لا تساوي ذرة واحدة من تراب الأردن وفلسطين.
وقال الصفدي إن الأردن سيبقى على العهد مع أمته العربية، وليس من قضية تستدعي النهوض أولى من فلسطين، نقف معها في كل الظروف، وقد برهن
ووجه الصفدي تحية الشكر والتقدير للأشقاء في مصر، قائلاً: لقد سرّنا في الأردن رؤية المصريين، قيادة وحكومة وبرلمانا وإعلاما، يهبون لإسناد الموقف الأردني بعد لقاء جلالة الملك عبد الله الثاني مع الرئيس الأمريكي، فكانوا معنا في موقف واحد، لأننا بالأصل أهل قضية واحدة، والدم الذي يجري في العروق عروبي لا يساوم على قضايا الأمة، ونتبادل مع الأشقاء في مصر المحبة بالوفاء والعرفان، وفي خندق الفداء ستبقى القاهرة جوار عمّان.
وأضاف الصفدي: في موقف يبعث في النفوس على الثقة والأمل والمستقبل المشرق بحالة التوافق والتنسيق العربي، نوجه من على هذا المنبر، منبر شعوب الأمة، تحية الفخر للقادة الذين التقوا بالأمس في المملكة العربية السعودية، الأرض الطيبة الطاهرة المباركة، في مشهد يبرهن وحدة الصف وتوحيد الجهد.
وتابع الصفدي بالقول: حللت مع إخوتي في مجلس النواب الأردني، حاملين من القلوب لكل دولة عربية شقيقة، تحية المحبة لها، قادة وبرلماناً وشعوبا، منطلقين من مبادئ أصيلة تنبت في وجدان الأردنيين جيلاً فجيلا، الراسخين في أعماق التاريخ بصادق العهد مع قضايا الأمة، الصامدين خلف ملوك بني هاشم في حمل أمانة الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في قدس العروبة، الثابتين خلف مواقف الحق التي قالها بصوت ضمير الأمة جلالة الملك عبد الله الثاني: كلا للتهجير، كلا للتوطين، كلا للوطن البديل.
وأكد الصفدي أن حيث الملك رسالة لا تقبل التأويل ولا تحتاج إلى تفسير، حيث الأردن يتصدى لطروحات التهجير، متسلحاً بالتفاف شعبي عز نظيره خلف جلالة الملك، وتسانده مواقف مشرفة من إخوانه زعماء الأمة العربية، ونقف نحن ممثلي الشعوب من خلفهم داعمين لجهودهم في مؤتمر القمة المقبل في القاهرة، لنقول بصوت واحد: غزة لأهلها ولا تهجير لسكانها، وعلى المحتل الآثم أن يدرك بأن الباطل إلى زوال مهما طال الظلم والطغيان.
وأشار الصفدي الى أننا أمام أصعب المنعطفات في تاريخ القضية الفلسطينية، والتي سوف ترتد آثارها على المنطقة برمتها، فلا أمن ولا استقرار دون حل عادل شامل لها يضمن إقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة، ولذا جاءت الخطة المصرية التي تحدث عنها جلالة الملك عبد الله الثاني أمام الرئيس الأمريكي، في إطار الحل العربي تجنباً لأطماع التدويل، التي برهنت التجارب بأنها وضعت المنطقة في دوامة التأزيم والفرقة والتفتيت، وفي موازاة ذلك فإن شطر القلب يتجه نحو الضفة الغربية، والتي تستدعي منا مواجهة الأخطار التي يسعى الاحتلال إلى فرضها واقعاً بالباطل، وتقديم كل الجهود لدعم وكالة الأونروا، والتحرك مع البرلمانات الدولية لحثها على اتخاذ مواقف مساندة لنا، لنضع الحقائق أمام مرآة الضمير والإنسانية بأن فلسطين قضية حق لشعب يتوق للحرية، ووقف نزيف الدم وبدء مرحلة إعمار غزة.
وختم الصفدي بالقول: هذا مختصر الحديث، فهل نتعظ من أمسنا وحاضرنا، من أجل غدنا ومستقبل الأجيال التي ترنو إلى حياة تنصب فيها الجهود نحو التنمية، وتوفير سبل العيش الكريم، والتغلب على مستويات الفقر المرعبة في عالمنا العربي، وهو أمر لا يتأتى إلا بالتمسك بما يجمعنا، وتجاوز كل ما يفرقنا، فنحن أمة عظيمة، لها تاريخ وحضارة لا ينبغي معها استمرار الحال الذي تعلمون.
وشارك الوفد البرلماني الذي ترأسه الصفدي باجتماعات تحضيرية للبرلمان العربي من أجل صياغة ميثاق يتضمن 17 بنداً يؤكد على رفض تهجير الفلسطينيين، ويؤكد الحق الفلسطيني بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، ويتضمن خطوات برلمانية مع البرلمانات الدولية لإتخاذ مواقف مساندة للقضية الفلسطينية، وضم الوفد البرلماني كل من العين إحسان بركات، والنواب: صالح العرموطي، وسليمان السعود، وسليمان الزبن، وحمود الزواهرة، وهدى العتوم، وعارف السعايدة، تيسر أبو عرابي، سالم أبو دولة، محمد بني ملحم، وخالد بني عطية.