لا يختلف اثنان أن الأردن يمر في أخطر مرحلة من مراحل وجوده منذ تأسيسه وحتى الآن ذلك أن هذا الخطر يعد خطراً وجودياً لإنهائه كوطن وشعب ومؤسسات إذ وجدت عصابة اليمين الصهيوني المتطرف وأنذالها الفرصة سانحة لا لحل القضية الفلسطينية على حسابه فحسب بل تنفيذ مخططهم الإجرامي باحتلاله وضمه إلى دولة إسرائيل من الفرات إلى النيل وما الخرائط التي روج لها المخنث سموتيرش ونشرها على الملأ إلا الخطوة الاستباقية لتنفيذ هذا المخطط القذر في ظل وجود رئيس أمريكي صهيوني أكثر من الصهونية نفسها ولا يعدو أن يكون سمسار عقاري مغرم بالزواج من بائعات الهوى وفتيات الأفلام الإباحية وآخرهن زوجته الحالية ؛ يتعامل مع العالم على نهج فرعون ( أنا ربكم الأعلى) .
في إزاء هذا الوضع الكارثي لا بد للدولة الأردنية أن تتخذ مجموعة من الإجراءات التي تحبط هذه المؤامرة وتحفظ للوطن وشعبه وجودهم ومن أهم هذه الإجراءات ما يلي
أولاً : التخلي الفوري عن سياسة الأمن الناعم ولجم أصحاب الولاء المتعدد الذين يترددون على السفارات ويعودون بالحقائب والتعليمات لتخريب الأمن الوطني والسلم الأهلي وزعزعة الوحدة الوطنية وإقحام الوطن في دوامة العنف والقلاقل تنفيذاً لأجندات هذه السفارات المعادية للأردن ولأهل السنة والجماعة .
ثانياً : تفعيل قانون الدفاع لإعطاء الحكومة المساحة والصلاحيات الكافية لتمتين الجبهة الداخلية والتعامل حسب القانون مع الذين قال لهم سيد البلاد : ( مش عيب عليهم ) وهم يعرفون أنفسهم جيداً
ثالثاً : منع المظاهرات والتجمعات التي يذكر ويمجد فيها كل شيء إلا الأردن وأهله وقيادته لما لهذه المظاهرات من دور خطير في خلق حالة من الاحتقان بين أفراد الشعب الأردني من خلال تعدي طيف واحد على باقي أطياف هذا الشعب وفرض رأيه على الأغلبية الساحقة من أبناء الوطن تحت طائلة التخوين والتخويف والاستقواء باستخدام الأصوات العالية التي لم ولن تعترف بأي دور للأردن وشعبه وقيادته في دعم القضية الفلسطينية وكأن الوطن عندهم خبز شعير مأكول مذموم
رابعاً : تفعيل قانون المطبوعات والنشر بلا هوادة ولا رحمة لإخراس الأصوات الناعقة وتحجيم الذباب الالكتروني الذي يعمل على مدار الساعة لغاية واحدة وهي تقزيم الدور الأردني قيادة وشعباً والتنكر لوقفته الصادقة مع الأهل في غزة والضفة الغربية وقد اعتدنا على نكران الجميل لا من أهل غزة والضفة بل من الذين يعيشون على تراب هذا الوطن ويتنعمون فيه بالأمن والديمقراطية وحرية التعبير وهم يعرفون مصيرهم لو أنهم مارسوا هذه التصرفات في أي دولة من دول الجوار وبدلاً من الوقوف مع الوطن في أزماته المصيرية كالتي يمر بها حالياً اختاروا الاستقواء على الدولة وتبني رأي المتربصين بها الذين يريدون لها ولشعبها الزوال أو الانتحار بشن الحرب على إسرائيل وأمريكا وهذا ديدنهم إما أن تكون معي وتنفذ أجندتي الدموية أو أنت كافر وعميل وخائن .
خامساً: تفعيل دور مجلس النواب والتنسيق بين السلطتين التشريعية والتنفيذية لتطبيق القانون والنظام الداخلي على كل من يتنكر للأردن وشعبه (الممثل من خلال المجلس) و استغلال وجود رئيس المجلس القوي أحمد الصفدي الذي لا يجامل ولا يحابي أحداً يفكر بالتطاول على الوطن والذي يحظى كذلك بالتوافق عليه من جميع القوى الوطنية والسياسية لخلق حالة من التناغم بين الحكومة والمجلس تؤدي لتحقيق رؤى جلالة الملك والقوى الوطنية الخيرة للعبور بالوطن إلى بر الأمان في هذه المرحلة المصيرية التي يمر بها .
وبعد تمتين الجبهة الداخلية والوقوف على قلب رجل واحد خلف جلالة الملك يستطيع هذا الشعب العظيم إحباط كل المؤامرات التي تحاك له ولوطنه الذي ورثوه عن آباء وأجداد ضحوا بأرواحهم ودمائهم في سبيله وسيحافظون على هذا الإرث العظيم مهما كانت التضحيات مرددين بصوت واحد عاش الأردن حراً عربياً كريماً عزيزاً وعاش شعبه العظيم وعاشت قيادته الهاشمية الفذة