أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات مناسبات مجتمع رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

مساعده يكتب: في الذكرى العاشرة لرحيل خلف مساعده.. إرثٌ لا يندثر


جهاد مساعدة

مساعده يكتب: في الذكرى العاشرة لرحيل خلف مساعده.. إرثٌ لا يندثر

مدار الساعة ـ
عشر سنوات مضت منذ أن غاب جسد رجلٍ لم يكن مجرد فرد في عائلته أو مجتمعه، بل كان نموذجًا للصدق والنزاهة والمبدأ. غاب عن الدنيا مَنْ كان ميزانًا للحق، ومنارةً يهتدي بها أجيال تربّت على قيمه، لكنه لم يغب عن الذاكرة، ولا عن كل من عرفه وأدرك عمق تأثيره.
لقد كان فارسًا في ميدان المواقف، لا يساوم على الحقيقة، ولا يخشى مواجهة الباطل، حتى لو كان الثمن عزلةً أو مواجهةً مع أصحاب المصالح الضيقة.
كان يرى العدل قيمةً لا تُجزأ، وكان إيمانه بالعروبة عقيدةً تتجلى في أفعاله قبل أقواله. لم تكن فلسطين عنده قضيةً عابرة، بل كانت جرحًا نابضًا وواجبًا أخلاقيًا لا يقبل التراجع. كان يؤمن أن الحرية والكرامة توأمان، وأن الشعوب لا تُهزم إلا إذا تخلّت عن إيمانها بعدالة قضيتها.
كان نسيج شخصيته مزيجًا من الصلابة والرحمة، يجمع بين قوة الموقف وإنسانية الروح. لم يكن ينحني أمام الترهيب، ولم يكن يبيع صوته في أسواق المصالح، بل كان ثابتًا على قناعاته، صادقًا في ولائه للمبادئ التي نشأ عليها.
في ذكرى رحيله، لا يكفي الحديث عن مآثره، بل يجب أن نستلهِم دروسه. فالعالم اليوم يضج بالصراعات، والحقائق تُطمس تحت ركام المصالح، لكن أمثال هؤلاء الرجال يتركون إرثًا لا يندثر. إرثًا من الشرف والكرامة والالتزام، يذكرنا بأن العظماء لا يموتون حين يرحلون، بل تظل أرواحهم تسكن وجدان من عرفهم وسار على دربهم.
إن من واجبنا أن نحمل راية القيم التي نذر حياته لها، وأن نكون أوفياء لمبادئه كما كان هو وفيًا لها حتى آخر لحظة. فالتاريخ لا يذكر من عاشوا طويلاً، بل من تركوا أثرًا لا يُمحى.
مدار الساعة ـ