أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات مناسبات مجتمع رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مختارة تبليغات قضائية مقالات أسرار ومجالس مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الدباس يكتب: ولي العهد في مصر..لتجاوز تبعات لقاء ترامب؟


الدكتور محمود عواد الدباس

الدباس يكتب: ولي العهد في مصر..لتجاوز تبعات لقاء ترامب؟

مدار الساعة ـ
يوم أمس الأحد (16-2-2025 م) ذهب سمو ولي العهد الأمير حسين إلى مصر للاجتماع مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. ملاحظتي الأولى أن تلك الزيارة لم تأخذ حقها من التغطية الإعلامية. أما ملاحظتي الثانية فهي قناعتي أن هذه الزيارة، والتي جاءت لأسباب سياسية أنها تعتبر أول مهمة سياسية يقوم بها ولي العهد بما يتعلق بالقضية الفلسطينية. سبق ذلك أن سمو ولي العهد كان بمعية جلالة الملك في زيارته إلى أمريكا والاجتماع مع ترامب. مع التذكير أن الأمير، لم يكن في رفقة الملك في اجتماعاته مع ترامب خلال الرئاسة الأولى له. كما لا يفوتني الإشارة إلى أن عدسات المصورين خلال المؤتمر الصحفي الأخير الذي جمع الملك عبدالله مع ترامب التقطت صوراً للأمير، وهو في حالة غضب نتيجة ما سمعه من ترامب خلال المؤتمر الصحفي. وقد تناولت العديد من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تلك الصورة وتعبيراتها الغاضبة.
أعود إلى زيارة الأمير إلى مصر يوم أمس والاجتماع مع الرئيس السيسي. لكن لا بد قبل ذاك من التوقف قليلا على شكل العلاقة ما بين الأردن ومصر. كان الملك عبدالله يتصل مع الرئيس السيسي باستمرار، وفي أحيان أخرى يذهب إلى زيارته. والهدف كان دوما التأكد من صلابة الموقف المصري في ظل القناعة الأردنية بأن هناك ضغوطات ومحاولات عربية ودولية مستمرة منذ عقود تحاول خلق حالة من التعارض ما بين الموقفين الأردني والمصري مستغلين أي ثغرة يمكن النفاذ منها لتحقيق ذلك الهدف. في هذا السياق ونظرا لوجود حالة من التباين ما بين الأردن ومصر تلت اجتماع الملك عبدالله مع ترامب. حينما رفض الملك قبول طروحات ترامب بتهجير سكان غزة كما أشار إلى وجود خطة مصرية تخص غزة. ثم جاء القرار المصري بتأجيل الزيارة إلى أمريكا ثم اشتراط الرئيس المصري أن يكون اجتماعه القادم مع ترامب مرهوناً بعدم التطرق إلى خطة تهجير سكان غزة. بكل تأكيد و نتيجة لهذه التداعيات سعى الإعلام المعادي إلى توسيع حالة التباين ما بين الموقفين الأردني والمصري. من حيث إن الملك ذهب إلى لقاء ترامب. فيما تراجع السيسي عن هذا اللقاء فهو لا يريد المواجهة مع ترامب.
في محاولة من الأردن من أجل استيعاب ردة الفعل المصرية أجرى الملك اتصالاً هاتفياً مع الرئيس المصري قبل عودته إلى الأردن قادما من واشنطن. لاحقا وهو ما تم يوم أمس كانت القناعة الأردنية بضرورة القيام بخطوة أخرى على ذات الاتجاه توكل إلى شخصية بحجم الرجل الثاني في الأردن وهو سمو ولي العهد. لذلك جاءت زيارة الأمير إلى مصر يوم أمس من أجل إعادة ضبط الإيقاع مجددا ما بين الأردن ومصر والتأكيد على ذات الثوابت في التعامل مع طروحات ترامب. في تقييم نتائج الزيارة إلى مصر. نقول إنها ناجحة جدا من حيث التأكيد على الثوابت المشتركة ما بين البلدين. وهي( استمرار وقف إطلاق النار في غزة . استمرار تقديم المساعدات لأهالي غزة. إعادة إعمار غزة دون قبول تهجير أهلها. وقف التصعيد في الضفة الغربية. التأكيد على حل الدولتين). وهي النقاط التي ستكون موضوع القمة العربية في القاهرة نهاية الشهر الجاري. أما النجاح الثاني في زيارة سمو الأمير فهي إعادة ضبط الإيقاع السياسي ما بين الدولتين وكذلك الاستمرار في سياسة تبادل الأدوار ما بين الأردن ومصر. وأظن أنها سياسة مقبولة لدى مصر من حيث إن الأردن ماضيا وحاضرا يرى في مصر أنها الدولة العربية الأولى التي تكون الأولى في الحرب، كما أنها الأولى في السلام. وهي الأولى في الموافقة، كما أنها الأولى في الرفض.
ختاما. يوما بعد آخر تتوسع المساحات التي يتحرك فيها سمو ولي العهد. وأهمها المهام السياسية التي توكل إليه من قبل جلالة الملك بعد أن كان يقوم بها الملك وحده. كل ذلك يعني نتيجة واحدة وهي زيادة قوة التاج الملكي، والذي يقود إلى مزيد من القوة السياسية للدولة الأردنية.
مدار الساعة ـ