أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات برلمانيات جامعات وفيات مناسبات مجتمع رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة الموقف شهادة مستثمرون جاهات واعراس دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

العموش يكتب: قراءة في الموقف الأردني


د. سامي علي العموش

العموش يكتب: قراءة في الموقف الأردني

مدار الساعة ـ
قد يقول قائل لماذا ذهبنا إلى واشنطن؟ ودخلنا المعترك وكان هناك إمكانية ألا نكون الأوائل، أي (أن نقيس الميه بغيرنا)، ولكن لم يدرك هؤلاء التركيبة الهاشمية والشجاعة العقلانية المتزنة التي يتمتع بها جلالة الملك فقد خاض الموقف وسجل انتصارًا وحصل على تأييد كبير حال خروجه من الاجتماع وكذلك الاستقبال الذي حظي به فهو بيعة بحد ذاتها له أمام المحبين والكارهين وإن كانت هناك صفحات صفراء توجه الأحداث بالطريقة التي تحقق مصالحها إلا أن ما حصل فقد انقلب السحر على الساحر وعاد الملك منتصرًا لشعبه وبلده وأمته، هكذا هو حال الأردن ومن يدرس تاريخها يجد كثير من المشككين والمتربصين بالموقف الأردني وكأنهم ينتظرون صيدا سمينا يحققونه ولا أعرف إن نسوا أو تناسوا مواقف الأردن قيادة وشعبا تجاه فلسطين وتحديدًا تجاه أهل غزة وليسأل سائل كيف كان موقف الأردن والقيادة وتوصيل كل الدعم إلى الشعب الفلسطيني وأبناء غزة وما هذه المستشفيات التي تفتح وتقام سواء في الضفة أو القطاع إلا تعبيرا عن صدق المشاعر ما بين الشعبين وإن كان هناك البعض الذين لا يرون إلا اللون الأسود ويريدونه لون خاص يملؤن به الصفحة نقول لهم بأن صفحتنا بيضاء كما هي مواقفنا يشهد لها القاصي والداني، نعم قد يكون هناك أخطاء كثيرة في التسويق الإعلامي وفي وصول الصورة إلى كل الأردنيين وغيرهم لأن مواقف الأردن كبيرة ولا يمكن تجزأتها فهي ثابتة سواء للتهجير أو الوطن البديل فالكل ينطق بأن فلسطين للفلسطينيين والأردن للأردنيين وهذا المطلب يطالب فيه ليس الأردنيون وإنما الفلسطينيون والغزيين لأنها تأكيد للهوية الفلسطينية وشرعية القضية وصدق الانتماء والتضحيات الكبيرة التي بذلها الشعب الفلسطيني، إن من يفكر بأن يكون عازفًا على بعض الأوتار الرخيصة والتي لا تخدم القضية ولا تخدم التلاحم الشعبي وحتى يقف الجميع صفا واحدًا لصالح القضية العادلة والمشرفة.
إن ما بلوره جلالة الملك في الطرح بأن هناك طرحا عربيًا يمثل الدول العربية المعنية في حل مشكلة غزة والقائم أولا على عدم التهجير أولا وأخيرًا ولكن هناك خطوات لابد للقيام بها جميعا لنحافظ على حقوق الشعب الفلسطيني من خلال رؤية واضحة تمثل الجميع مستندة على ثوابت الحل (عدم التهجير) ولكن لابد من مساعدة الشعب الفلسطيني في محنته بمختلف الاتجاهات سواءًا بإعادة الإعمار وفتح المستشفيات والمعالجات الطبية وإنعاش الاقتصاد الفلسطيني كل هذه العوامل وغيرها عندما تتبلور بخطة واضحة قابلة للتطبيق تكون هي المرشد لحل القضية الفلسطينية وتحديدا قطاع غزة والأصل أن تكون هناك مراجعة سواءًا على المستوى الداخلي والخارجي للسياسات ومعرفة نقاط القوة والضعف وتجاوزها من خلال قرارات قد تكون مؤلمة لكن على صانع القرار اتخاذها للحفاظ على الدولة وبناءها وتأكيد وحدة القضية الفلسطينية التي قدمت الكثير.
مدار الساعة ـ