أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات مناسبات مجتمع رياضة وظائف للأردنيين أحزاب تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات أسرار ومجالس مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

حدادين يكتب: الأحزاب الأردنية تحت المجهر


المحامي الدكتور يزن دخل الله حدادين

حدادين يكتب: الأحزاب الأردنية تحت المجهر

مدار الساعة ـ
مدار الساعة - مشهد تراجع أداء عدد من الأحزاب الأردنية يمكن أن يشير إلى العديد من الأحداث والتطورات السياسية التي أثرت على الحركة الحزبية في الأردن.
وبسبب الخلافات الداخلية في العديد من الأحزاب، وضعف الأداء السياسي، وعدم تحقيق تطلعات المواطن، تراجع دور تلك الأحزاب لدى الناس. والعديد من الأحزاب تُظهر صراعات داخلية بين قياداتها، ما يجعل المواطن يشعر بأن هذه الأحزاب تركز أكثر على المصالح الشخصية أو الحزبية الضيقة بدلاً من مصلحة الوطن والمجتمع. لذلك أصبح الكثير من الأردنيين يتجهون نحو الحلول الفردية أو التكتلات الشخصية بدلاً من الانخراط في الأحزاب السياسية. ويمكن أن يُنظر إلى ضعف بعض الأحزاب الأردنية كمجموعة من العوامل المتراكمة التي دفعت نحو تقليص تأثير الأحزاب السياسية في حياة المواطنين الأردنيين، رغم وجود محاولات لتفعيل الحياة الحزبية خلال فترات معينة. كما أنه في العديد من الأحيان، كانت الأحزاب تابعة لخطوط سياسية تقليدية أو محكومة بمصالح أقطاب سياسية معينة، مما أدى إلى ضعف قدرتها على التعبير عن القضايا الاجتماعية والسياسية الحديثة.
شهد الأردن في السنوات الأخيرة بعض الحركات الشعبية والمظاهرات التي لم تكن تحت راية الأحزاب السياسية، مما يشير إلى تحول المجتمع نحو أساليب احتجاجية غير حزبية أو تكتلات مستوحاة من قضايا محددة دون الرجوع إلى الأحزاب التقليدية. مع مرور الوقت، بدأت بعض الأحزاب الأردنية تعاني من تباين كبير في الأيديولوجيات والتوجهات السياسية، مما جعلها عرضة للتشتت الداخلي. فقد كان لبعض الأحزاب أيديولوجيات قومية أو يسارية مثلاً، لكن لم تتمكن هذه الأحزاب من التوحد حول قضايا محددة، مما جعلها تبدو ضعيفة أمام التحديات الكبرى. تعاني بعض الأحزاب من قلة التجديد في أفكارها وأيديولوجياتها، مما يجعلها تبدو وكأنها عائقة أمام التغيير. هذا الشعور يعزز فقدان الثقة في قدرة هذه الأحزاب على إحداث التحولات المطلوبة. بالإضافة إلى ذلك، بعض الأحزاب قررت البقاء في معزل عن التغيرات السياسية الكبرى، مما جعلها تفتقر إلى القدرة على التجديد وملامسة اهتمامات واحتياجات المواطنين، مما ساهم في تراجع شعبيتها.
ختامًا، فقدان الثقة في بعض الأحزاب الأردنية يرجع لعدة أسباب منها أنه بعض الأحزاب تفتقر لبرامج حقيقية وحلول للمشاكل، وتراجع دور الأحزاب في معالجة القضايا الرئيسية الأمر الذي دفع المواطنين للعزوف عن المشاركة السياسية بالشكل المأمول. لذلك بعض الأحزاب الأردنية فقدت ثقة المواطنين بسبب الخلافات الداخلية وضعف أدائها في حل القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تهم الناس. بعض الأحزاب ركزت على المصالح الشخصية أو الحزبية بدلاً من مصلحة عليا مشتركة، وافتقرت إلى البرامج الحقيقية التي تواكب التحديات الحديثة. هذا أدى إلى عزوف المواطنين عن المشاركة الحزبية، واتجاههم نحو حلول فردية أو تكتلات غير حزبية. مع مرور الوقت، أصبحت بعض هذه الأحزاب متفرقة، وغير قادرة على التوحد حول قضايا واضحة، مما ساهم في تراجع شعبيتها وفقدان الثقة في قدرتها على إحداث التغيير.
مدار الساعة ـ