في التوقيت الذي يدعو رئيس الجامعة الأردنية إلى خلوة تضم نواب الرئيس والعمداء والمدراء في الجامعة ، وهي عادة سارت عليها كل عام منذ تولي رئاستها الحاليةإدارتها في محافظة العقبة ، تطرح التساؤلات عن الخلوة وأهميتها وإلى ماذا تريد ؟ وهل ستكون للإعداد للمرحلة المقبلة ؟
لا نريد الوقوف في وجه من سالت أقلامهم وارتفعت أصواتهم باحثين عن إجابات ، ولسنا في موقف نصحح أو نخطئ أيا منهم ، ولكننا ندرك حجم الملفات والبرامج التي تعرض خلال هذه الخلوات ، حالها حال غيرها من الخلوات التي تعقد .
كما أن سمة الخلوات تهدف لتنسيق المواقف والتوافق ، وطرح الافكار ومناقشتها ، لوضع إطار موحد لسياساتها وبرامجها ، وهذا لا يتحقق الا بالعمل الجمعي بين الطاقم الإداري والأكاديمي ، مما يكسر قيود العمل المكتبي والروتين اليومي ، وينزع المركزية عند اتخاذ القرار .
بالعودة إلى عنوان الخلوة ، نجد أننا نقف أمام واحد من أهم العناوين " إستشراف مستقبل الجامعة ومواجهة تحديات التعليم العالمية وترسم خارطة طريق لتحقيق التميز الأكاديمي والإداري" . وهي امتداد لكل العناوين والاستراتيجيات والبرامج والسياسات التي أسفرتها الخلوات السابقة .
إن الواقع العملي يدفع باتجاه طرح الانجاز على الارض ، لأنه لا مجال للتراجع عن الانجاز ؛ لأن الجامعة في منافسة مستمرة مع الجامعات الأردنية والعربية والعالمية، وبالتالي هذا يحتم البحث عن كل جديد ، وبطرح الانجاز يجعل هنالك ضرورة للمحافظة على ذلك ، مما يتطلب التقييم الدائم والمستمر .
كما أن تحديات التعليم تتلخص في نقص التمويل وهي مشكلة تواجه التعليم ، ولعل الفجوة كبيرة في هذا الاتجاه بين الدول المتقدمة والنامية ، مما يشكل عائقا أمام تحقيق التعليم ، وهو ما يدفع باتجاه توفير موارد مالية واستثمارات تشكل عنصر دفع نحو تحقيق الأهداف التعليمية ، ولا ننكر التحديات الاخرى ومنها الجودة والكفاءة لدى المدرسين والخطط الدراسية وغيرها من التحديات .
إن خارطة الجامعة اليوم تتجه نحو رقمنة المحتوى التعليمي ، حيث نلحظ دمجا للتكنولوجيا الرقمية في العملية التعليمية ، وتم ايجاد البيئة التكنولوجية الأساسية لها ، وإقامة أكبر مشروع تدريبي لأعضاء الهيئة التدريسية على استخدام هذه التكنولوجيا ، مما يضمن قدرتهم على ايصال المعلومات للطلبة بكل كفاءة مما يساعدهم من الوصول إلى موارد تعليمية عالية الجودة .
ختاما ، تعتبر هذه الخلوات التي تنتهجها الجامعة الأردنية خلال السنوات الاخيرة ، هي خارطة طريق سارت عليها الجامعة وقد حققت العديد من الانجازات والجوائز ، ولن تتوقف عند هذا القدر بل ستبحث عن مزيد من التميز الأكاديمي والإداري