مدار الساعة كتب براء الأحمد الزيود:
في أروقة التاريخ، وبين دفاتر الأمم، يُسجَّل أعظم ما قيل في الحب: حب الملك لشعبه، وحب الشعب لمليكه، هو الحب الذي لا تذروه الرياح، ولا تهزّه العواصف، بل يزداد رسوخًا مع كل تحدٍّ، ويشتدُّ ألقًا مع كل اختبار.
وهذا كان عنوان إستقبال الشعب الأردني لجلالة الملك عبدالله الثاني حيث عبّر الشعب الأردني عن عمق ولائه وتقديره لجلالة الملك عبد الله الثاني من خلال استقبال شعبي حاشد عند عودته إلى أرض الوطن من واشنطن، توافد الأردنيون من مختلف المحافظات، رغم برودة الطقس وبعد المسافات، ليصطفوا على جانبي الطريق من مطار ماركا وصولاً إلى قصر رغدان، حاملين صور جلالته ورافعين الأعلام الوطنية، في مشهد يجسد وحدة الصف والتفاف الشعب حول قيادته.
هذا الاستقبال الحافل يعكس رسالة واضحة مفادها أن الأردنيين يقفون صفًا واحدًا خلف قيادتهم، ويؤكدون دعمهم لمواقف جلالة الملك الثابتة في الدفاع عن مصالح الوطن وقضايا الأمة، كما يُظهر هذا التجمع الحاشد عمق العلاقة بين القائد وشعبه، والتقدير الكبير لجهود جلالته في تعزيز مكانة الأردن على الساحة الدولية.
في تعليق جلالته على هذا الاستقبال، "أشكركم أبناء وبنات شعبي الوفي، أستمد طاقتي وقوتي منكم. مواقفنا ثابتة وراسخة، وسأفعل الأفضل لبلدي دائما وأبدا، فمصلحة الأردن فوق كل اعتبار". .
وشكر سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، الأردنيين على توافدهم من مختلف محافظات المملكة للمشاركة في هذا الاستقبال الشعبي، "شكرا يا خير عزة وخير سند... فخري عظيم بشعب لا تلين عزائمه"..
هذا المشهد الوطني يعكس أسمى معاني الحب والولاء بين الشعب الأردني وقيادته، ويؤكد أن الأردن سيبقى قويًا ومتماسكًا بفضل هذه العلاقة المتينة.
في كل نظرة من عينيك، يا جلالة الملك، يقرأ شعبك وعداً بأن الأردن سيبقى صامداً، عزيزاً، حرّاً.
في كل خطاب تلقيه، ينبض قلب الوطن بكلماتك، فتتحوّل الحروف إلى أفعال، والأحلام إلى واقع. لست مجرد قائد، بل أنت الأب الذي يحمل همَّ أبنائه، والأخ الذي يقف في مقدمة الصفوف، والجندي الذي يحرس حدود وطنه بعزمً لا يلين.
كيف لا يعشقك شعبك، وأنت الذي تسير بينهم بلا حواجز؟
كيف لا يهتفون باسمك، وأنت الذي لم تدّخر جهداً في سبيل رفعتهم وكرامتهم؟
أنت القائد الذي لا يحتاج قصور عالية لتكون عظيماً، بل إلى قلوب محبة، وقد ملكت قلوب الأردنيين جميعاً.
هذا الحب ليس شعاراً يُرفع في المناسبات، ولا قصيدة تُلقى على المنابر، بل هو عهدٌ متجدد بين ملكٍ يعرف أن قوته من حب شعبه، وشعبٍ يدرك أن عزته في قيادة ملكه، فهو حبٌّ صادقٌ، ثابتٌ، متجذرٌ في الأرض كما يتجذر السنديان الحمر وبلوطه، لا تزعزعه الأيام، ولا تنال منه المؤامرات.
"أعظم ما قيل في الحب: حب الملك لشعبه، وحب الشعب لمليكه." هكذا كان الأردن، وهكذا سيبقى، وطناً بني على المحبة والولاء، وعرشاً يُشيَّد على القلوب قبل الحجارة، وقائداً لا يفرّق بين شعبه إلا بمقدار عطائهم لهذا الوطن العظيم.