مدار الساعة - أُشهر في منتدى الفكر العربي كتاب "الأردن ثوّار بلا ثورة" للدكتور جمال الشلبي أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية وعضو المنتدى.
ويتناول المؤلف بالكتاب الذي صدر حديثاً عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمّان التحديات التي واجهت الأردن قبل مرحلة الربيع العربي وبعدها، وما قامت به الدولة الأردنية من إجراءات مبكرة عبر لجنتي الحوار الوطني وتعديل الدستور على صعيد الحياة الديمقراطية ومواجهة الإرهاب، لإبعاد شبح الفوضى وعدم الاستقرار الذي عانت منه المنطقة خلال تلك المرحلة.
وأوضح المؤلف أن أبحاث كتابه صادرة عن معايشة للواقع السياسي والفكري والاقتصادي في الأردن، ولا سيما خلال السنوات بين 2010 – 2017.
ويمكن تصنيف التحديات ضمن ثلاثة محاور، هي: التحولات الاجتماعية والسياسية التي عرفها الأردن قبل الربيع العربي وبعده، بما في ذلك صراع المركز والأطراف، والانتخابات التشريعية لعام 2013، وعلاقة السلطة بالمعارضة بشقيها التقليدي والحديث، وآخرها التحديات الفكرية والإيديولوجية، وإشكاليات الأمن بين الإرهاب واللجوء.
وبين ان مواجهة كل هذه التحديات يتمثل بتكاتف المجتمع والدولة عبر إرساء أسس الديمقراطية الحقة القائمة على العدالة الاجتماعية لأبناء الوطن الواحد كافة في ظل دولة المؤسسات والقانون والقيم الإنسانية.
وأشار أستاذ النقد الحديث في الجامعة الهاشمية الدكتور عبد الباسط الزيود في تعقيبه إلى أن الكتاب يتضمن صورة شمولية لطبيعة التحولات الاجتماعية والفكرية والسياسية.
وقال ان الكتاب حلل لإرهاصاتها ومقدماتها وصولاً لنتائجها على النظام السياسي الأردني الذي امتاز عن غيره من الأنظمة العربية بالمرونة والمنطقية في التعامل مع الحراك، وكان قادراً على استشراف المستقبل، ويبني تعامله مع التحولات والحراكات والمطالبات.
وعقب على الكتاب أيضاً الباحث والداعية الإسلامي الشيخ مصطفى أبو رمان.
وقال أن تركيز المؤلف على مضامين "رسالة عمّان" في سياق كتابه يأتي من أهمية هذه الرسالة في مواجهة التحديات الفكرية والإيديولوجية، لأنها تضمنت مبادىء تعزيز الحوار بين الشعوب، والرد على الطرح المتطرف، ومنهج الإسلام المعتدل الحضاري الذي عزّز من الرؤية الأردنية والعربية والإسلامية، كما وضعت النقاط على الحروف في العلاقة بين الإسلام والغرب.
وقال الأمين العام لمنتدى الفكر العربي الدكتور محمد أبو حمور إلى أن مضمون الكتاب يصب في سؤال المستقبل .. إلى أين؟ وهو السؤال الذي أكدت أهميته الأوراق النقاشية الملكية لجلالة الملك عبدالله الثاني.
وأضاف ان المؤلف انطلق في بحثه من صميم التجربة الأردنية التي ميزتها حكمة القيادة وذكائها في الاستجابة لمتطلبات المرحلة والوعي الشعبي بشكل عام.
وقال: إن اعتماد الحوار للحفاظ على المصالح الوطنية العليا والقائم على التحليل السليم والمنطقي للأمور هو من أساسيات مواجهة التحديات.