أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات مناسبات مجتمع رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الناصر يكتب: جبهة داخلية قوية وتركيبة سياسية عصية على الهجمات الدعائية


د. طارق زياد الناصر

الناصر يكتب: جبهة داخلية قوية وتركيبة سياسية عصية على الهجمات الدعائية

مدار الساعة ـ
الأردن ليس دولة طارئة على المنطقة او العالم، وليس دولة حديثة بلا جذور، الأردن هو الوريث الوحيد لقيم الثورة العربية الكبرى، وما تراجع عنها شعبه ولا قيادته.
نعم هذه الحقيقة هي جوهر ما نراه اليوم من تمساك شعبي ووحدة صف داخلي أظهرت للعالم ذلك المشهد الطبيعي لقوة الأردن ودوره في المنطقة، رغم ضخامة الحملة الدعائية التي استهدفت صورة الأردن وانتشرت كالنار في الهشيم عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
المستهدف من هذه الحملة الشعواء لم يكن شخص الملك الذي تدرك المنطقة كلها بل والعالم اجمع أنه أكبر من أن تناله يد الدعاية ومحاولات التشويه، وليس فقط لأنه سليل الدوحة الهاشمية وعميد آل البيت والوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية، بل لأنه أيضا الزعيم القوي الخلوق والدبلوماسي المحنك والقائد العسكري الجسور، ولأنه يحمل من صفات جده عليه الصلاة والسلام ما شهدت له العرب عبر التاريخ " الصدق والأمانة"، وغير ذلك الكثير مما نعرفه وقد نعجز عن وصفه.
في الأردن قامت الدولة الحديثة على أساس مشروع مشترك لسكان هذه الأرض بقيادة الهاشميين، هذا المشروع هو دور محوري تجاه الأمتين العربية والإسلامية، فاجتمع كل من آمن بهذا المشروع على أرض الأردن وساهموا في بناء مؤسسات وطنية قوية قادرة على القيام بواجبها تجاه مشروعهم.
وتظهر هذه البنية العقائدية جلية في بنية قواتنا المسلحة الأردنية التي تحمل اسم الجيش العربي، لكنها أيضا تتجلى في دور كل مؤسسة أردنية مدنية وعسكرية وأمنية، بل وتتجاوز ذلك إلى أبرز مؤسسة اجتماعية وهي العشائر الأردنية التي يجمعها حب الأردن والالتفاف حول قيادته التي يؤمنون برؤيتها ورسالتها تجاه القضايا العادلة وخاصة القضية الفلسطينية.
هذه التركيبة الفريدة والتكوين النوعي للأردنيين وعلاقتهم بقيادتهم، كانت وعبر أكثر من مئة عام من عمر الدولة العنوان الرئيس لتجاوز كل الازمات والفتن التي مر بها الأردن، بل وكانت أيضا رمزا لاستمرار دوره في المنطقة على أساس إنساني قيمي في وقت أُغرقت فيه المنطقة بالبراغماتية ومظاهر الرأسمالية السلبية.
ويبدو أن ثمن هذه القوة وهذا التفرد هو المزيد من المتربصين بهذا الوطن، والساعين لاستهداف ثباته ومواقفه، لكن سرعان ما يتكرر مشهد الجبهة الداخلية الصلبة، ليس كحالة إعلامية مضادة للدعاية المُكلفة، ولا كموجة ردود فعل مؤقته، بل كحالة اجتماعية سياسية فرضت على رئيس أقوى دولة في العالم كما يتم وصفها بأن يقدم اعتذارا ضمنيا او مباشرا للأردنيين وقيادتهم، كما غيرت من مسار الخطاب الإعلامي والدعائي الصادر عن أدوات الكيان المحتل، واظهرت ضعف أدوات كل من يحاول المساس بالأردن.
لكن وعلى الرغم من إدراك جلالة الملك ومؤسسات الدولة الأردنية لعوامل قوة وتماسك الأردن في وجه كل المؤامرات والفتن، وقدرتنا على بناء مشروعنا الأردني الخالص، بقي الأردن حريصا على التنسيق العربي المشترك، وساعيا لتعزيز دور القوى العربية الفاعلة في الملفات المشتركة، على ألا يتعارض ذلك مع مصلحة الأردن وشعبه، ودون ان يقدم الأردن أي تنازل قيمي، وربما يكون ما جرى ويجري نقطة انطلاقة جديدة لمساحات دبلوماسية واسعة، يفرض الأردن من خلالها خياراته لتحقيق سلام عادل واستقرار حقيقي.
والخلاصة اليوم أن الأردن سيظل الحصن العصي المنيع، الذي يلتف أبنائه حول ملكهم ليقدموا الغالي والنفيس من أجل وطنهم ومؤسساتهم، ويوظفوا العلم والمعرفة سلاحا لسبر المستقبل وحماية الحاضر والتاريخ، وسيظل وطننا مُشرع الأبواب أمام المُحبين، موصدا أمام الكارهين، وسيظل عبد الله أبا وقائدا ومليكا وسندا لا ينازعه في قلوبنا أحد.
مدار الساعة ـ