مدار الساعة - كتب: طارق مفلح الرحيمي - لما تطأ قدماك أرض الأردن، لا نحتفل فقط، إحنا نحس قلوبنا تدق أسرع، والفرح يعمّ كل زاوية. الوطن ينبض بحبك، والهتافات بتصدح، والشوارع بتتزين بوجوه أهلها، بعيون مليانة حب، وملامح كلها فخر، وقلوب عمرها ما خذلت ولاءها.
اليوم مش يوم عادي، اليوم إحنا بنجدد العهد والبيعة، بنلتقي مع قائدنا مثل ما الابن بيلتف حول أبوه، والعاشق بيركض لحبيبه.
من زمان، والتاريخ شاهد، الهاشميين كانوا دايمًا عنوان العدل والرحمة. الهاشمي لما يحكم، ما بحكم بالسيف، بحكم بالحكمة، وما بيقود بالشدة، بيقود بالمودة. وإنت، من يوم ما حملت الأمانة، وإنت بين أهلك وناسك، بتحس بهمهم قبل ما يحكوا، وبتسبقهم بالحل قبل ما يطلبوا.
ما كان حكم الهاشميين مبني على الهيبة المصطنعة، بل على المحبة اللي ترسّخت بقلوب الناس. شوف، اليوم الشوارع مليانة، مش بأوامر، ولا بإجبار، بل بحب خالص، بوفاء لزعبم ما تخلى عنهم يوم، بقلوب بتنادي باسمك بكل صدق.
سيدي، شعبك الأبي، سيفك البتار، درعك المكين، اللي طلعوا اليوم ما طلعوا عشان تجديد ولاء وبيعه وبس، طلعوا عشان يبعثوا رسالة للعالم كله: هذا الوطن مبني على الوفاء، الأردني الأصيل ما ببدّل ولاءه، بل كل يوم بيزيد حبًّه وإخلاصه.
وقت الفرح، إنت أول المهنّئين، ووقت الشدة، إنت أول الواقفين. ما كان يوم بينك وبين شعبك حاجز، ولا بينك وبين الأردن إلا محبة صادقة، محبة مش مجرد كلام، محبة حقيقية تصنعها المواقف.
علّمتنا يا سيدي الوفا، نهج الهاشميين والوفاء مش شعار نرفعه بالمناسبات، الوفاء أسلوب حياة، يد تمتد بالعطاء، وقلب ينحني تواضعًا، وصوت ينادي بالحق وين ما كان.
من الهاشميين تعلّمنا إن القائد الحقيقي ما بخاف التحديات، ما بتوقفه العوائق، بل بيمضي للأمام، متسلحًا بحب شعبه وعزيمتهم اللي ما بتنكسر.
سيدي، إحنا معك، وخلفك، وبجانبك، وين ما تروح إحنا معك، لأننا منعرف إن الأردن أمانة في رقبتك، وإنك أهل لها.
إنت خيارنا الأول والأخير، والأردن بهاشميته أقوى، وبسواعد أبنائه يبقى شامخًا.
اليوم ما رح نقول “مرحبًا بعودتك”، لأنك أصلًا ما غبت عن قلوبنا يوم. رح نقول: دمت قائدنا وأبونا، ودام الأردن عزيزًا بك، ودام شعبك وفيًّا لك. وكما قال أجدادنا من قبل، وكما نقول نحن اليوم: “إن أكرمت الكريم ملكته”، وإحنا أكرمنا الله بقائد هاشمي كريم، فأحببناه، وبايعناه، وسنمضي معه حتى آخر الدرب.