اليوم، كتب الأردنيون صفحة جديدة في كتاب الولاء والانتماء، حين تدفّقوا من شمال المملكة إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، ليكونوا في استقبال قائدهم المفدّى، جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، العائد إلى أرض الوطن. في هذا المشهد المهيب، لم يكن الأمر مجرد استقبال رسمي، بل كان استفتاءً حقيقياً على الحب والانتماء، وعلى العهد الذي لم ولن ينقطع بين الأردنيين وقيادتهم الهاشمية.
إن رؤية الجموع الغفيرة تهتف بحياة الملك، وترفع رايات الوطن بفخر واعتزاز، هي أبلغ رسالة يمكن أن تُكتب عن الأردنيين، عن معدنهم الأصيل، وعن وحدتهم التي لا تهتزّ أمام العواصف، بل تزداد صلابة في كل موقف يجمعهم على حب الأردن وقيادته. إنه الإخلاص الذي لا تصنعه المصالح، بل تخلقه العقيدة الوطنية الراسخة، والإيمان بأن هذا الوطن، بقيادته الهاشمية، سيظل منارةً للأمن والاستقرار والنهضة.
ما جرى اليوم ليس غريباً على الأردنيين، فقد تربّوا على معاني الوفاء منذ الأزل. ففي كل محطة تاريخية، كانوا السند والظهر للعرش الهاشمي، رجالاً ونساءً، شيباً وشباباً، يلتفون حول الراية الأردنية، لأنها ليست مجرد قطعة قماش، بل هي رمز الكرامة والعزة، وهي مرآة تُجسّد كل قطرة دمٍ زكيّة سُفكت من أجل أن يبقى الأردن صامداً شامخاً.
حين يهتف الأردنيون باسم الملك، فإنهم يهتفون باسم وطنهم، بمستقبل أبنائهم، باستمرار مسيرة البناء والتحديث التي قادها جلالته بحكمة وعزيمة. إنه ليس مجرد ولاء، بل هو إيمان بأن هذا القائد هو الامتداد الطبيعي لمسيرة العظماء الذين سبقوه، منذ الملك المؤسس عبدالله الأول، إلى الحسين الباني، وحتى عبدالله الثاني الذي أثبت للعالم أن الأردن ليس دولة عابرة، بل هو دولة ذات رسالة، وقيادة تعرف كيف تصون الأمانة وتواجه التحديات.
اليوم، كان الأردن بأكمله في قلب عمّان، في عيون الرجال الذين ملأتهم العزة، في وجوه النساء اللواتي زغردن بفخر، في أيدي الأطفال التي لوّحت برايات الوطن. كان المشهد درساً في الوطنية، رسالة للعالم بأن هذا الشعب لا يبدّل انتماءه، ولا يساوم على مبادئه، وأنه حين يقول “نحن مع الملك”، فهو يعني أنه مع الاستقرار، مع الأمن، مع مستقبل أكثر إشراقاً.
هذا هو الأردن، وهذه هي هويته، وهذا هو شعبه، الذي أثبت اليوم – كما أثبت في كل مناسبة – أن الوطن ليس مجرد أرض، بل هو روح تتغلغل في القلوب، وعهد يُكتب بالدم، ومسيرة لن تتوقف ما دام هناك نبضٌ أردني يهتف: “عاش الملك… عاش الوطن!”