أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات برلمانيات جامعات أحزاب مناسبات مجتمع رياضة وظائف للأردنيين مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الفرنسية: الملك عبدالله الثاني أمام أكثر المواقف تعقيداً في مواجهة طرح ترامب حول غزة

مدار الساعة,مناسبات أردنية,الملك عبدالله الثاني,ولي العهد,الملكة رانيا,قطاع غزة,الضفة الغربية,صحيفة الرأي,صحيفة الغد,جامعة الدول العربية
مدار الساعة ـ
حجم الخط
مدار الساعة - بقلم موسى حتر (أ ف ب) . يواجه الملك عبدالله الثاني أحد أكثر المواقف إحراجا وتعقيدا في تاريخ حكمه في ظل طرح رئيس الولايات المتحدة، البلد الحليف والداعم تاريخيا للمملكة، نقل الفلسطينيين من قطاع غزة الى دول أخرى، بينها الأردن.
ويستعين الملك بالدبلوماسية وبمحاولة حشد دعم عربي للتأكيد على موقف بلاده الثابت بالنسبة الى القضية الفلسطينية، رفضا لاقتراح الرئيس دونالد ترامب. لكن لا شك في أن زيارته الثلاثاء الى البيت الأبيض كانت موقفا شديد الصعوبة.
وقال الكاتب والمحلل السياسي لبيب قمحاوي لوكالة فرانس برس "الملك قد يكون في أكثر المواقف تعقيدا خلال فترة حكمه" التي تجاوزت 25 عاما.
ويضيف أنه، رغم ذلك، "سعى للتعامل مع ترامب بتروٍّ وعدم الاصطدام المباشر مع دولة يفترض أنها حليفة، لكنه أكّد على موقف عربي موحّد يرفض التهجير وقال إنه سيعمل لما هو مصلحة الأردن وشعبه، والتهجير ليس في مصلحة الأردن".
كذلك اعتبر أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قطر حسن البراري أن "الملك كان دبلوماسيا ومحنكا في التعامل مع اندفاع ترامب (...) من دون تقديم أي تنازل".
فأمام عدسات الكاميرات في المؤتمر الصحافي المشترك مع ترامب، بدا بوضوح أن الملك عبدالله يعمل جاهدا على إظهار أكبر قدر من التماسك، علما أنه معروف بلياقته ودبلوماسيته. وكانت أجوبته مختصرة، وركّزت على الثوابت بالنسبة الى الأردن، في وقت لم يتردّد ترامب في الردّ على سؤال صحافي بالقول تكرارا أمام الملك، إن أحد الأمكنة التي سيرحّل اليها الفلسطينيون من قطاع غزة سيكون "قطعة أرض في الأردن".
ولم يتخلّ الملك الأردني عن دبلوماسيته بعد اللقاء لكنه بدا أكثر حزما ووضوحا، فكتب على منصّة "إكس" أن لقاءه مع الرئيس الأميركي كان "بناء"، إلا أنه أردف أنّه أبلغ ترامب "معارضته الشديدة لتهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية" المحتلة، مضيفا "شدّدت على أنّ التزامي الأول هو الأردن واستقراره ورفاه الأردنيين".
- تناقض -
وصور اللقاء بين ترامب والملك عبدالله الذي رافقه في زيارته نجله ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله، تتناقض بشكل صارخ مع صور الملك برفقة ابنه قبل سنة من اليوم مع الرئيس الأميركي السابق جو بايدن الذي رحّب بالملك الأردني وزوجته الملكة رانيا ونجلهما بحرارة، مثنيا على جهود العائلة الهاشمية في مساعدة قطاع غزة منذ بدء الحرب.
وزار عبدالله البيت الابيض مرة أخرى خلال الحرب للقاء بايدن في أيار/مايو 2024 ليستقبل بالحفاوة نفسها.
وقال البراري لفرانس برس إن الملك "في موقف صعب لا شك"، مضيفا "صعب أن تصطدم مع الحليف الإستراتيجي الأول لك في هذا العالم وهو الولايات المتحدة، وأن تقول له لا".
لكنه عبّر عن ثقته بأن الأردن "قادر على تجاوز هذه المحنة"، موضحا "قال الأردن لا في موضوع صفقة القرن ولم يحدث شيء. كان هناك استياء أميركي وتقارير تنتقد الملك في الصحافة الأميركية"، لكن "كلفة أن تقول لا وتحمّل نتائجها أقلّ بكثير من النعم".
خلال ولايته الرئاسية الأولى، كان ترامب تقدّم بطرح لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي عرف لاحقا ب"صفقة القرن"، ونصّ على وضع معظم الضفة الغربية تحت السيطرة الإسرائيلية وضم الكتل الاستيطانية الضخمة في الضفة إلى دولة إسرائيل وبقاء مدينة القدس موحدة تحت السيادة الاسرائيلية.
وبرزت مخاوف آنذاك ايضا من تهجير فلسطيني الى الأردن.
- "موقف عربي مشترك" -
على صدر صفحتها الأولى، عنونت صحيفة "الرأي" الحكومية الأردنية الاربعاء بخط أحمر عريض "الملك لترمب: لا للتهجير.. ومصلحة الأردن فوق كل اعتبار".
وأبرزت صحيفة "الغد" المستقلة قول الملك "سأفعل الأفضل لبلادي.. والرد على خطة ترامب سيكون عربيا موحدا".
وقال قمحاوي "الأردن بلد صغير وضعيف ولا يستطيع أن يقف في هذه العاصفة لوحده، ولا الملك يستطيع ذلك، لهذا كان كلامه واضحا في واشنطن، فقد استعان بالعروبة"، وتحديدا بمصر والسعودية، البلدين النافذين اللذين رفضا بقوة أي تهجير للفلسطينيين، بينما دعت جامعة الدول العربية الى قمة طارئة نهاية الشهر الجاري لبحث الموضوع.
وأثار اقتراح ترامب نقل الفلسطينيين من قطاع غزة الى الأردن ومصر، على أن يصبح القطاع الفلسطيني تحت سيطرة الولايات المتحدة التي ستحوّله الى منتجع، غضبا بين الأردنيين.
في سوق في وسط عمان، قال الثمانيني خالد القيسي الذي يبيع ملابس تراثية أردنية وفلسطينية عن ترامب: "هذا الرجل يقول كلاما فارغا، ليأخذ اليهود الى بلده فهذا سيكون أفضل له ولنا، الأردن بلدنا نحن ويكفينا ما استقبلنا من لاجئين".
وأضاف "ترامب يريد أن يقيم وطنا بديلا للفلسطينيين هنا... وهذا كلام لا الشعب الأردني يقبله ولا الفلسطيني".
مدار الساعة ـ