مدار الساعة -كتب - الباحث والصحفي والسياسي اليمني علي البخيتي- تمكن الملك عبدالله الثاني من الخروج من لقائه مع ترامب دون أن يوافق على خطته، وفي نفس الوقت لم يتصادم معه خوفًا من خسارة الأردن للمساعدة الأمريكية.
هؤلاء هم الزعماء الحقيقيون، الذين يقدمون مصلحة شعوبهم ودولهم على أي اعتبارات شخصية، إذ كان بامكان الملك إطلاق تصريحات عنترية ويسجل موقفاً شخصياً كما كان يفعل القذافي وصدام وبشار الأسد، لكن ثمنه سيدفعه الأردن كدولة والمواطن الأردني من قوت يومه، كما دفع العراقيون والسوريون والليبيون ثمن جموح قادتهم غير المحسوب العواقب.
يعرف الملك أن ترامب راحل بعد أربع سنوات، وفي سنته الأخيرة لن يكون مهتماً بهذه القضايا، وبالتالي كلها ثلاث سنوات ويتخفف من هذا الكابوس، وجل اهتمام الملك أن يحافظ على العلاقات مع أمريكا كدولة ومؤسسات وليس مع شخص ترامب، فالأردن إذا ما خسر الدعم السياسي والاقتصادي والأمني الأمريكي والذي يحميه في منطقة ملتهبة بالأحداث والتغيرات الكبيرة -العراق/ سوريا/ لبنان/ فلسطين- ستكون خاصرة رخوة تنفذ من خلالها إسرائيل ما تبقى من حلمها، وهو تهجير فلسطينيي الضفة وقطاع غزة إليها -بل وحتى عرب 48- في أقرب فرصة قد توفرها أي أحداث أو مشاكل في الأردن تحت مسمى ثورات وتغيير ومقاومة إسرائيل ومن هذا القبيل.
خرج الملك منتصرًا من اللقاء، ورمى الكرة في الملعب العربي، بقيادة السعودية ومصر، وقال للمعتوه ترامب: لننتظر الخطة العربية، ومعنى ذلك، وبأدب جم، خطتك مرفوضة يا فخامة الرئيس، وإذا ما أردت تنفيذها عليك إقناع العرب وعلى رأسهم السعودية ومصر.
