بداية وكخلاصه للقاء لقد كان جلالة الملك واضحا وحاسما بأن التهجير لن يكون حلا، وأن هناك خطة عربيه لإعمار غزة من دون تهجير للشعب الفلسطيني. وهذا الرفض كان واضحا فالصحف الامريكيه مثل الجارديان ونيويورك تايمز عنونت صفحتها الاولى وهنا أقتبس من صحيفة نيورك تايمز :
“Jordanian King Rebuffs Trump Proposal to Displace Palestinians in Gaza”
والترجمه " الملك الاردني رفض مقترح ترامب لتهجير الفلسطينين في غزه " .
كذلك عندما سأل الصحفي الرئيس ترامب عن رفض الأردن تهجير ٢ مليون فلسطيني من غزه علق ترامب بأنه ناقش مع الملك عبدالله الثاني الخطه المقترحه (Proposal)بشكل مختصر ثم نظر الى الملك وطلب منه ان يتحدث وقد قال جلالة الملك وهنا اقتبس:
"it is hard to make this work in a way that is good for everybody "
والترجمه لذلك تكون " من الصعب أن يتم تنفيذ ذلك الأمر بطريقه ترضي الجميع " وليس " سوف نرى كيف سيتم ذلك بطريقه ترضي الجميع " كما ترجمته قناة الجزيره الفضائيه .
على الرغم من حقيقة أن الاردن بقيادة جلالة الملك قد أفشل صفقة القرن في الماضي وعلى الرغم من التكرار الواضح للموقف الاردني بخصوص رفض التهجير الا ان الكثير انجر وراء الترجمه الخاطئه وراح يحرض ويشكك بمواقف الأردن وقيادته . وهذا ليس مستغرب ولا جديد فالاردن منذ نشاته يتعرض لهكذا هجمات ولكنه أثبت على مر السنين بان هذا النظام القائم على قيم الحق و العروبه والذي يستمد قوته من شرعية ال هاشم الاخيار كان وسيبقى قلعة صمود يذهب ويتغير اصحاب الهجمات وهو باق الى ما شاء الله
ليكون بلد المهاجرين والأنصار الذين سيقودون تحرير فلسطين العروبه .
لا بد أن يعي الجميع بأن الصراع القائم هو صراع سياسي وهو كما في الصراع العسكري يسعى فيه الاطراف المتنازعين إلى فرض شروطهم على الاخر . وفي هذا الصراع والتي يتدخل فيها القوى العظمى لابد من حشد كل الأدوات والوسائل وأوراق الضغط ؛ فالسياسه هي مجموعة الأنشطه المرتبطه باتخاذ القرارات والتي تمارسها الدول منفرده أو كمجموعات لكي تنتج التأثير على صنع القرار السياسي . موقف الملك كان واضحا وهو ان موقف الاردن من خطة ترامب سيكون ضمن الاطار العربي الموحد . وهذا يضمن أن لا يكون الاردن وحيدا بالمواجهه ويحافظ على مصالح الدوله العليا .
بالتاكيد سيكون للدورالعربي المشترك وخاصه مصر والسعوديه التاثير اللازم للدفع بمقترح التهجير وإعادة صياغته بما يتوافق مع تطلعات وتوجهات الاردن وقيادته . و المطلوب منا كأردنيين وبجميع أطيافنا وتوجهاتنا دعم جلالة الملك والدوله الاردنيه بالوقوف صفا واحدا وراء جلالة الملك في قراراته وتوجهاته ؛ كي نوصل رساله للعدو بان الاردن لن يكون وطنا بديلا ولن يكون مستسلما أبدا وسيدافع بكل امكاناته عن خياراته وحدوده .
