مدار الساعة - في مقابلة مع شبكة CNN، أعرب الدكتور محمد بني سلامة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك، عن رفضه الشديد لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلقة بامتلاك غزة، معتبرًا إياها غير قانونية وتهدد استقرار منطقة الشرق الأوسط.
وأشار بني سلامة إلى أن "ما يطرحه ترامب يعكس عقلية تاجر وليس رجل دولة"، مؤكدًا أن الرئيس الأمريكي "لا يدرك مفهوم الوطن"، وأن الفلسطينيين "لن يقبلوا بغير فلسطين وطنًا لهم".
وأضاف أن الأردنيين مستعدون لدفع أغلى الأثمان في سبيل الحفاظ على وطنهم، مشددًا على عدم قانونية مقترح ترامب وتأثيره السلبي على المصالح الأمريكية في المنطقة.
وتاليا نص المقابلة التي اجراها صباح اليوم مع محطةCNN العالمية :
في المؤتمر الصحفي المشترك مع جلالة الملك عبدالله الثاني يوم الثلاثاء، أكد الرئيس ترامب مجددًا خطته لامتلاك غزة، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة لديها السلطة للقيام بذلك. لكن تحت أي سلطة يمكن لترامب القيام بذلك؟ ما مدى قانونية هذا الأمر؟
يقول الدكتور بني سلامة في حديثه لـCNN: "تحت سلطة 'الأرض الحرام'، يتصرف الرئيس ترامب كما لو كنا نعيش بدون قانون دولي أو مبادئ دولية، وكأننا في حالة الطبيعة، في حقبة ما قبل التاريخ. وأعتقد أن هذه هي عقلية رجل الأعمال، وليست عقلية رجل الدولة. هؤلاء الفلسطينيون يعيشون هناك منذ ملايين السنين، وربما لا يفهم السيد ترامب مفهوم الوطن. إذا حدث خطأ ما في الولايات المتحدة، قد ينتقل السيد ترامب إلى جزيرة أخرى ويعيش هناك بسعادة، لكن هذا لا ينطبق على الفلسطينيين الذين دفعوا ثمنًا باهظًا. ومثل بقية الأمم في جميع أنحاء العالم، يحق لهم بوطنهم وإعادة بناء غزة والبقاء هناك. لن يستبدلوا غزة بأي جزء آخر في العالم، حتى لو عُرضت عليهم أماكن فاخرة في الإمارات العربية المتحدة، أو الأردن، أو مصر، أو أي مكان آخر. لن يقبلوا بذلك لأنه لا يوجد مكان مثل الوطن."
كرر الرئيس ترامب هدفه في نقل جميع الفلسطينيين البالغ عددهم مليوني نسمة في غزة، مشيرًا إلى قطعة أرض في الأردن يمكنهم العيش فيها.
بعد اجتماعهما، قال الملك عبد الله إن الأردن يحافظ على موقفه الثابت ضد تهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية. وقال نائبه لرئيس الوزراء لـCNN إن الفلسطينيين سيبقون في غزة. لكن ماذا سيحدث إذا هدد ترامب الأردن ومصر بعقوبات اقتصادية إذا استمروا في رفض استقبال فلسطينيي غزة؟ ما التأثير الذي سيحدثه ذلك على هذين البلدين؟
يجيب بني سلامة: "قد يواجه الأردن ومصر تخفيضات في المساعدات الاقتصادية الأمريكية بسبب معارضتهما لمثل هذه التسويات. لكن أعتقد أننا يمكننا البقاء بدون تلك المساعدات الاقتصادية. فقد فعل الأردن ذلك في الماضي. في عام 1979، رفض الأردن الانضمام إلى اتفاقيات كامب ديفيد آنذاك، ودفعنا ثمنًا لذلك. وأيضًا في عام 1990، عندما رفض الأردن الانضمام إلى التحالف الدولي ضد العراق بعد احتلال العراق في عام 1990. وفقًا لثقافتنا، ووفقًا للمثل العربي، 'تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها'. الشعب الأردني مستعد لمواجهة كل هذه العواقب وعدم جعل الأردن وطنًا بديلاً للفلسطينيين. وبالمناسبة، هذا سيعرض للخطر ليس فقط الأردن والنظام، ولكن أيضًا المصالح الأمريكية والغربية في المنطقة بأكملها. لأن مثل هذا الاقتراح سيزعزع استقرار الشرق الأوسط بأكمله."
وعن مدى قانونية نقل ملايين الفلسطينيين قسرًا بموجب القانون الدولي، يقول بني سلامة: "يحمي القانون الدولي مبدأ عدم جواز نقل الأفراد قسرًا من وطنهم. تتعارض هذه الإجراءات مع حق تقرير المصير، وهو مبدأ أساسي منصوص عليه في العديد من الصكوك القانونية الدولية، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة. كما أنه ينتهك المبادئ والقيم الأمريكية. وهذا سيقوض مصداقية أمريكا في المنطقة. أمريكا هي موطن الشجعان وأرض الأحرار. كيف يمكن أن تعرض التحالف الاستراتيجي الأمريكي مع دول مثل الأردن ومصر للخطر من أجل تنفيذ مثل هذا الاقتراح المتعجرف من قبل الرئيس ترامب؟"
يضيف بني سلامة: "أعتقد أن الولايات المتحدة ستخسر أكثر."
واختتمت المقابلة بشكر الدكتور محمد بني سلامة على حديثه مع CNN.