مناسبات أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات برلمانيات جامعات وفيات مجتمع رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية الموقف شهادة مستثمرون جاهات واعراس دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

المعايطة يكتب: عندما الدبلوماسية تنتصر على التعجرف السياسي


طارق المعايطة

المعايطة يكتب: عندما الدبلوماسية تنتصر على التعجرف السياسي

مدار الساعة ـ
الكل يعرف الدبلوماسية كمصطلح ولكن قلة من يمارسها كما يجب. الكل ترقب وانتظر وشاهد اللقاء ما بين جلالة الملك والرئيس الامريكي دونالد ترمب وهناك من سارع في استنتاج استنتاجات خاطئة وهناك من تمهل وتعمق في التحليل،لكن الجميع اتفق على عنوان عريض وهو أن جلالة الملك تعامل مع عجرفة ترمب السياسية بذكاء وقلب السحر على الساحر عندما حاول ترمب ان يراوغ ويجبر جلالته بتصريح يناسب السياسة الجديدة في البيت الابيض بعدما سمح للصحفيين بالدخول الى قاعة الاجتماع.
جلالة الملك لم يكن لوحده فمعه اسلحة الخبرة والذكاء السياسي للتعامل مع مثل هذه المواقف ومثال على ذلك ملف قدوم الفي طفل مريض من غزة للعلاج والذي يفسر بطريقة واضحة وصريحة ان الأردن رافض التهجير وان دوره هو مساعدة الاشقاء انسانيا وعودتهم الى القطاع ، الامر الذي بالتأكيد، وكما بين على شاشات التلفاز ، لم يتوقعه ترمب وتفاجأ بالخبر وكانه لم يكن مهيئ نفسيا لمثل هذه الصفعة الدبلوماسية.
جلالة الملك انتظر ان ينهي ترمب عرضه التلفزيوني واكد بأن اي تحرك يجب ان يكون من اجل السلام في المنطقة وبما يتناسب مع مصلحة الأردن وشعبه. بدورنا كصحفيين سننتظر بالتأكيد بأن نسمع ماذا سيحدث في القمة العربية اواخر الشهر الحالي.
اذا تحركات سياسية دبلوماسية مخضرمة ويبقى الزمن لنرى ماذا سيفعل ترمب خلال الساعات والايام والاسابيع القادمة لا سيما اذا قامت الدول العربية بالرفض مجددا لملف التهجير لاهلنا في غزة والتأكيد على ضرورة اعادة الاعمار وبقاء الفلسطينيين في ارضهم، خصوصا إن الاوروبيين يدعمون هذا الشعار لاسبابهم الخاصة .
العالم بشكل عام رافض فكرة التهجير والشعب الفلسطيني يرفض ان يعيش تغريبة جديدة، العالم يطالب ايضا باتمام عملية تبادل الاسرى ووقف اطلاق النار، فهل سنشاهد تحرك امريكي اسرائيلي عكس التيار، ام سنشاهد مراوغة سياسية من ترمب في ظل ضغوطات عالمية ومحلية امريكية لانهاء الازمة في غزة واعادة اعمارها وانشقاق في العلاقات ما بين ترمب ونتنياهو الذي على ما يبدو يراهن على الحصان الخسران في معركة ستنتصر حسب تحليلنا البسيط الدبلوماسية على التعجرف السياسي ، وفي زمن اصبحت الحروب مكلفة بالرغم من سعي البعض لاشباع مصالحه الذاتية في حصول ذلك، فكما اجاب محمود درويش في سؤال عن ما هو الوطن ، هذا ليس سؤالا تجيب عنه وتمضي إنه حياتك وقضيتك معا.
مدار الساعة ـ