برز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كسيء الصيت فرعون في العصور القديمة، فيصح أن يقول عن نفسه وقد خسيء" أنا ربكم الأعلى" بعدما ظن أنه قادر من موقعه على إعادة رسم خرائط العالم وبيع الدول والشعوب بصفقاته المشبوهة مستغلاً القوة السياسية والاقتصادية لدولته التي باتت القطب الأوحد في العالم، بعد زوال الاتحاد السوفياتي، وناسياً ومتناسياً القيم والاخلاق التي قامت عليها الولايات المتحدة نفسها، وما خطته الدول، ومنها دولته، منها في القانون الدولي والقانون الدولي الانساني وأصول العلاقات بين الدول.
وقد هيء لفرعون العصر، أن بمقدوره أن ينكب الشعب الفلسطيني نكبة ثانية، هي أمر وأنكى، بتفريغ قطاع غزة من سكانها الأبطال، ويطرد سكانها الى مصر والأردن، ويسيطر عليها ويبيعها بالقطاعي، وقد هيأ له خياله المريض أن أردننا سيقبل بصفقته المشبوهة، التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية ونفي صفة الشعب عن الشعب الفلسطيني وتحويله الى قضية لاجئين، مع ما سيجره هذا من فوضى عارمة في المنطقة.
وقد وقف الأردن تحت قيادة جلالة الملك المفدى عبد الله الثاني بن الحسين، وقفة رجل واحد، ضد هذه الفكرة، معلنا رفضه الصريح لها، كما سبق أن وقف ضد فكرة صفقة القرن أثناء ولاية فرعون امريكا الأولى، مؤكدا على حق الفلسطينيين في ارضهم ووطنهم ودولتهم الحرة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ورفضا لكل محاولات تصفية القضية الفلسطينية شاء من شاء وآبى من آبى.
تربطنا بالولايات المتحدة الأمريكية وشعبها علاقات صداقة عميقة قائمة على الاحترام والمصالح المتبادلة، ونحن حريصون على استمرارها، ونقدر دورها في المنطقة والعالم، لكن أن تتحول إدارتها الى إدارة ابتزاز ومحاولة فرض أمر واقع يقودها فرعون، فهو أمر لا بد سيجبرنا على إعادة النظر في علاقتنا بها، على الاقل حتى تزول هذه الإدارة وتذهب الى ما تستحق من غياهب النسيان. ويكسر الشعب الأمريكي جراره احتفالاً برحيل هذه الغمة عنبلادهوالعالم.