مدار الساعة - كتب- الدكتور محمود عواد الدباس- في بعض الطروحات فيما يتعلق بالهوية الفلسطينية . أتحدث في هذه المقالة عن النموذج الفدرالي . وليس الكونفدرالي. بداية علينا أن نوضح الفرق بينهما . في الطرح الفدرالي نحن نتحدث عن دولة واحدة . بينما في الطرح الكونفدرالي فنحن نتحدث عن دولتين . بكل تأكيد أن الموقف الأردني كما هو الموقف الفلسطيني .فهما يريدان دولة للفلسطينيين كحال وجود دولة للاردنيين . لكن هذا المطلب ما زال طريق الوصول اليه صعبا جدا . ذلك أن إسرائيل ترفض وجود دولة للفلسطينين يساعدهم على ذلك أمريكا . علاوة على ذلك فهما أي إسرائيل و أمريكا وضمن نهج استمرارهم في تحقيق أهدافهما فهما يعملان على التفكير بتوسيع حجم إسرائيل جغرافيا وتحديدا في الضفة الغربية . لتحقيق ذلك فهم مستمرون في محاولة التهجير السكاني من الضفة الغربية لأسباب دينية . يتزامن مع ذلك سعيهم لتهجير سكان غزة لأسباب أمنية و ليس دينية . هنا وفيما يتعلق بالضفة الغربية فإن مخطط تهجير أهلها منها يفضي إلى ذهابهم إلى الأردن .أي أن الأردن مطلوب منه أن يأخذ السكان بدون أرضهم . على عكس الوحدة الاندماجية التي تمت في العام ١٩٥٠ م حيث تم ضم الأرض و السكان معا تحت اسم المملكة الأردنية الهاشمية .
في المسكوت عنه ثمة خيار آخر في حال فشل الخيار الأول بما يخص سكان الضفة الغربية . هذا الخيار يقول إن يكون لهم حكم محلي تشريعي وتنفيذي لكن ضمن الدولة العربية الهاشمية. في هذه الدولة . هناك حكومة مركزية . وبرلمان مركزي . وفي ذات الوقت هناك برلمان أردني وحكومة أردنية . يقابلها هناك برلمان فلسطيني و حكومة فلسطينية . هذا هو النموذج الفدرالي الذي قد يطرح علينا . طبعا الخسائر كثيرة جدا . من قبول هذا الخيار . من ذلك تحول الهوية الفلسطينية من مستوى دولة إلى مستوى حكم محلي . مع تغير اسم الدولة هنا من المملكة الأردنية الهاشمية لتصبح المملكة العربية الهاشمية.
بكل تأكيد أن الموقف الأردني و معه الموقف المصري ومن ورائهما الدول العربية والإسلامية مستمرون في موقفهم .وهو قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية . مع المطالبة بتوقف إسرائيل عن الابتلاع التدريجي المستمر لأراضي الضفة الغربية ووقف اعتداءاتها عليهم من أجل دفعهم إلى الهجرة من الضفة الغربية. لكن الحقيقة القاسية على الأرض تقول أن مساحة الأرض التي نطالب أن تقوم عليها الدولة الفلسطينية هي في تآكل مستمر . والنتيجة الإجمالية أننا مع مرور الوقت ومنذ عقود وعلى الرغم من كل الجهود والتحركات إلا أننا مستمرون في رفع رصيدنا في عدد الشهداء والسجناء إضافة إلى ابتلاع الأرض الفلسطينية من قبل إسرائيل .
ختاما . أي حل غير حل الدولتين . هي حلول سيكون الخاسر الأول فيها هو الشعب العربي الفلسطيني ومن ثم ما لم يكن في نفسه الدرجة هو الشعب العربي الأردني . وبالتالي فلا مجال أمامنا إلا أن نستمر في ذات موقفنا وهو حل الدولتين فقط .مع رفض كافة الخيارات الأخرى ومنها الخيار الفدرالي الذي يضر بالاردن و فلسطين معا .