شارك الأردنيون في مدن و قرى و حواضر المملكة في الوقفات الوطنية يوم الجمعة السابع من شباط ؛ دعماً لموقف الملك و الدولة الأردنية من التهجير للفلسطينيين نحو الأردن و مصر على حد سواء ، و هو موقف نابع من حرص الأردنيين على وطنهم و مستقبل أبنائهم .
أظهرت هذه الوقفات وحدة صف الأردنيين بما يعكس الوعي المتجذر لديهم بضرورة التحرك في اتجاه واحد و هو دعم الدولة في مواجهة مخططات أمريكية و إسرائيلية لتفريغ غزة من سكانها و على حساب الدولتين العربيتين مصر و الأردن ثم يأتي دور الضفة الغربية لاحقاً إذا ما تمّ لهما ما يريدان (أمريكا و إسرائيل) و لن يتم لأن صخرة الوادي كبيرة سيتحطم عليها حلم الحالمين !.
لكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا لماذا غاب الإخوان عن هذه الوقفات ؟ ألأن الأمر لا يعنيهم أم لأنهم ظنوا في أنفسهم المحتكر الوحيد للشارع أم لأن الأيديولوجية التي يحملونها لا تتوافق مع ذلك الفكر الذي يحمله الأردنيون اتجاه دولتهم ؟ ، في الحقيقة كلها معاً تجيب على السؤال ؛ فهولاء كانوا طوال عام و نصف في الشارع يهتفون لغير الأردن و يخوِّنون الدولة و يتطاولون على رموزها التاريخية و الوطنية ، و الشعار المرفوع غزّة و قد استثمروا في هذا الشعار لأنهم رأوا في هذه الحشود خزاناً للأصوات تم تصريفه يوم الانتخابات بنجاح !.
يأبى الأردنيون إلا أن يكونوا مع وطنهم في السراء و الضراء ، لا قدر الله ، و لا يتعاملون مع من مبدأ المقاولات أو التطاول عليه لا سمح الله و تاريخهم يشهد أن قبلتهم الوطنية هي عمان يوم ارتضى غيرهم قِبلات غيرها !.