ما يصدر من تصريحات عن ترامب ونتنياهو ليس مجرد طيش سياسي او جنون ، بل هو تلاعب استراتيجي محسوب يعتمد على خلق واقع وهمي بحيث تصبح الأفكار المستحيلة قابلة للنقاش، والمشاريع غير القابلة للتنفيذ تبدو وكأنها سيناريوهات مطروحة.
هذه ليست سياسة مرتجلة، بل هو أسلوب مدروس مستوحى من نظريات سياسية وإعلامية تستهدف إعادة تشكيل الوعي العام ودفع الخصوم إلى مواقع دفاعية بدلًا من إبقائهم في الهجوم
هذه الاستراتيجية تقوم على خلق ضجة إعلامية ضخمة حول شيء غير حقيقي، بهدف تشتيت الانتباه أو تحقيق أهداف غير معلنة.
تكرار الحديث عن تهجير الفلسطينيين رغم استحالة تنفيذه، ليس لأن أحدًا يعتقد بإمكانية حدوثه، بل لجعل الناس يتعاملون معه كأمر مطروح للنقاش بدلًا من رفضه فورًا.
تحويل قضية فشل إسرائيل عسكريًا في غزة إلى نقاش حول (أين سيذهب الفلسطينيون؟) وكأن رحيلهم أمر محتوم والخلاف فقط على الجهه التي سيهجروا إليها.
الجمهور يبدأ في التعامل مع التهجير كفكرة مطروحة بينما هي جريمة حرب مستحيلة التنفيذ.
ترامب يصدر تصريحات متكررة عن خطط كبرى كالتهجير، بناء الجدران، فرض عقوبات، حظر دول، رغم أنه يعلم أنها غير قابله للتطبيق
نتنياهو، المحاصر سياسيًا بسبب فشل الحرب، يعتمد على إطلاق تهديدات ضخمة ومتكررة والاعلان عن صفقات اسلحه متطورة واستعداد الجيش لتهجير اهل غزه واحتلال الضفه، ليس لأنه قادر على تنفيذها، بل لإبقاء الجميع في حالة صدمه بدلًا من التركيز على جرائمه .
كل هذا مجرد خدعة لحرف الأنظار عن فشل الاحتلال وخلق ضغوط سياسية يمكن أن تحقق نتائج .
وما تبادل ٣ محتجزين اسرائيليين مقابل ١٨٣ أسير فلسطيني هذا اليوم الا دليل على ماذكرت .
والله أعلم وأدرى