في لحظات التحدي الكبرى، تُختبر معادن الأمم، وتُكشف معاني الولاء والانتماء الحقيقي للأوطان. ليس الوطن أرضًا نسكنها فحسب، بل هو روحٌ تسكن فينا، وهويةٌ نذود عنها، ورايةٌ نحملها في السراء والضراء. وحين تهبّ الرياح العاتية، يكون الوقوف خلف الدولة، ممثلةً بقيادتها الهاشمية، ليس مجرد واجب، بل فعلٌ وطنيٌّ أصيل، ورسالةٌ واضحة بأننا جسدٌ واحد، لا تهزه العواصف ولا تفتّ في عضده التحديات.
إن الوقفات التضامنية ليست مجرّد تجمعات، بل هي تجسيد عملي لمعنى الوحدة الوطنية، ولغةٌ يفهمها العالم بأن هذا الوطن محصّنٌ بسواعد أبنائه، وأن قيادته ليست وحدها في الميدان، بل خلفها شعبٌ يؤمن بها، يدعم قراراتها، ويقف سدًّا منيعًا أمام كل المؤامرات والمحاولات التي تستهدف أمنه واستقراره.
عندما يلتفّ الأردنيون حول رايتهم، فهم لا يدافعون عن وطنهم فحسب، بل يبعثون رسالة إلى كل من يراهن على تفرقهم بأنهم أقوى مما يظن، وأكثر وعيًا مما يُتوقع. فالوعي الشعبي هو الحصن المنيع، والالتفاف حول الدولة وقيادتها هو حجر الأساس في بناء وطنٍ آمنٍ مستقر، يحمي حقوقه، ويدافع عن قضاياه، ويقف شامخًا في وجه كل التحديات.
في مثل هذه اللحظات، لا مكان للمترددين، ولا عذر للصامتين. الوطن ينادي، والواجب يفرض نفسه، ولا شيء يسمو على نداء الحق والانتماء. فالأوطان تُصان بالعزائم، والقيادة تُعزز بالسند الشعبي، والمستقبل يُبنى بسواعد المؤمنين بأن الأردن ليس مجرّد رقعة جغرافية، بل رسالةٌ وموقفٌ وقضية.
الدكتور محمد خير فيصل