مدار الساعة - كتب: إياد الجغبير (واشنطن) - تسارعُ الدبلوماسية الأردنية يتماشى طردياً مع التطورات المتلاحقة في ملف غزة والضفة الغربية.
وبينما توقع البعض أن وقف إطلاق النار قد يضع حدًا للأزمة جاءت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول نيته تهجير الفلسطينيين والسيطرة على غزة لتعيد تأجيج المشهد السياسي.
رغم هذه المتغيرات يواصل الأردن التمسك بمواقفه الثابتة مع تعديلات تكتيكية تتناسب مع المستجدات معززًا دوره المحوري عبر التنسيق المستمر مع الدول العربية والأوروبية.
وبعد نشاطات الملك المكوكية في ٢٤ ساعة الماضية يغادر وزير الخارجية أيمن الصفدي الى فلوريدا حيث من المفترض ان يلتقي بمبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف خلال الساعات المقبلة لمباحثة آخر التطورات وكذلك الحال مع وزير الخارجية القطري.
وفي الأيام القادمة من المقرر أن يجتمع الملك عبد الله الثاني مع الرئيس ترمب على الرغم من الجدل الدائر حول أهمية اللقاء بعد تصريحاته المثيرة للجدل.
ورغم أن بعض الآراء أشارت إلى إمكانية إلغائه إلا أن الملك يؤمن بأن القيادة تكمن في التأثير الفاعل وليس في الانسحاب من المواجهة.
فالغياب عن الساحة الأميركية سيتيح الفرصة للتيارات الصهيوينة المتطرفة تعزيز نفوذها كما قد يؤدي لاحقًا إلى تحميل الأردن مسؤولية عدم محاولة التأثير على السياسة الأميركية الجديدة.
يتمتع الملك عبدالله الثاني بخبرة طويلة في التعامل مع الرؤساء الأميركيين حيث شهد خلال 25 عامًا خمسة رؤساء للولايات المتحدة من بينهم ترامب.
وخلال هذه اللقاءات أظهر مرونة سياسية في اتخاذ القرارات المناسبة إذ ألغى سابقًا اجتماعًا مع جورج بوش الابن خلال الغزو الأميركي للعراق كما ألغى زيارة للرئيس جو بايدن إلى الأردن عندما تبين له عدم امتلاك الأخير حلولًا حقيقية لوقف الحرب على غزة هذه الخبرة تمكنه من التصرف بحنكة وفق المستجدات السياسية.
اما تصريحات ترامب الأخيرة فقد أثارت انتقادات واسعة على مستوى الدول العربية والأوروبية وكذلك في آسيا وأميركا الجنوبية وحتى داخل الولايات المتحدة
و هذا المشهد هو اشادة وتعزيز لموقع الأردن الدبلوماسي الذي يضع ملف الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي على رأس أولوياته خلال اللقاء المرتقب رغم مشاكله الاقتصادية .
ويهدف اللقاء إلى محاولة إقناع الإدارة الأميركية بأن قراراتها قد تؤدي إلى مزيد من الفوضى على المستوى الدولي وعدم استقرار المنطقة فضلا عن أهمية مضيها في تحقيق رؤية سلام عادلة.
زيارة جلالة الملك الأخيرة إلى واشنطن قبل نحو شهرين التقى فيها بعدد من كبار المسؤولين الأميركيين على رأسهم رئيس مجلس النواب الأمريكي وزعيم الاقلية الديمقراطي حكيم جيفريز لترسيخ الموقف الأردني وتحذيرهم من مخاطر استمرار الحرب في غزة.
أما الزيارة القادمة فسيكون الأردن في موقف أقوى حيث يحظى بتأييد دولي واسع لمقترحاته لحل النزاع و هذا الدعم لم يعد يقتصر على الدول العربية والأوروبية بل امتد ليشمل كبار المشرعين الجمهوريين في الكونغرس الأميركي الذين يعارضون تصريحات ترامب ويدعمون رؤية الأردن للحل.
قد لا يقتنع ترامب بحل الأردن والعالم من خلفه لكنه سيعجز عن تحقيق ما يريد.