النسيان هو نعمة من الله تعالى، وهو شكل من أشكال الحرية، فولا نسياننا لمواقف أزعجتنا أو سبّبت لنا مشاكل في حياتنا، ولولا نسياننا لأشخاص آذونا لما تمكّنا من الاستمرار بالحياة أن أجمل شعور حين ينسى الإنسان ويتجاوز عثرات الزمن والأيام ؛ فالتجاوز والتغافل لأوجاع شربت من عمرنا السنين بحد ذاتها قوة ؛ فلن ينسى الله ابداً قهراً ابتلعته ولا ظلماً مزق عروقك وأوصالك مراً فتجاوزته ؛
قد تشعر في كثير من الأحيان بالكره والبغض للذين أفسدوا عليك قدرتك على الحب والعطاء والذين أفسدوا قدرتك على العفو والغفران ؛
فقد يمر بجانبك صديق يحدق فيك قائلا : لقد عرفتك رغم خطوط عينيك واشتعال الشيب في رأسك وضعف بصرك ؛
لكنني عرفتك من روحك الطيبه وما تملكه من قلب طفل ؛
كثيراً ما نسأل ما هي أمنيتك بذكري ميلادك فنقول الأمان والراحة وهداة البال ؛
فهل أضحى ذلك أمنية بالفعل لدي ولدى البعض لينعم بها في حياته بسكينة وطمأنينة !!!
وكيف السبيل لتحقيق ذلك الهدوء والأمان الداخلي !!! وكيف أعيش بسلام في مثل هذه الظروف!!!
أن تصالح المرء مع ذاته، وتحقيق السلام الداخلي، من الأمور التي باتت صعبة في يومنا هذا ؛
إذ إنّنا أصبحنا نادراً ما نجلس مع ذاتنا ربما بسبب الضغوطات السلبية التي تعصف في حياتنا أو بفعل الظروف والعوامل المحيطة بنا فيعمل كلا منا ما بوسعه حتى يستعيد صفاء ذهنه وباله ليحقق أهدافه وطموحاته التي يطمح لها بقوة وعزيمة وتفاؤل وما يجعلني الا افقد الامل بسلاما داخلي يغذي روحي وينعش قلبي موجها عقلي للبحث الدائم عن السلام الداخلي برضا نفسا بما كتبه الله لي .
اناالأنسان يولد بفطرة سليمة أساسها الحب والإيمان والسلام وعندما يتعرض لمشاعر سلبية تبدأ تظهر عليه علامات التوتر والقلق والاستسلام ومن ثم الدخول في دوامة الحزن والكبت والانسحاب التي قد تصل به حد الاكتئاب.
فالسلام الذهني هو أن تعقد وتعاهد نفسك على الصلح مع ذاتك فتكف عن لومها ومعاتبتها وتعدها على المزيد من التشجيع والتحفيز والتطور وأن تبعث في نفسك الثقة ؛
مرتشفا كاسا من الشاي وتشعر بأنها تغلغلت في روحك وجرت في شرايينك فأيقظت جوارحك وتسللت الي حواسك لتثبت في نفسك الرضي والعزيمة والإصرار والطمأنينة ؛
ومؤمننا أن النضوج هو الابتعاد عن أشخاص ومواقف تهدد سلامك الذهني وتعني باحترامك لذاتك وقيمك وأخلاقك ؛
فعليك أن تصنعها و تنكب في بنائها، فتشبعها بالقيم و المبادئ التي لا تحيد عنها، فالصدق مع النفس واجب وأساس السلام الداخلي القناعة ،
وأن تعرف تقرأ ما بين السطور وتبلور فكرة وتحللها في عقلك بمنطق سليم وانسجام كامل ؛
و أن تري ما وراء الكواليس فتنعم بخيالك وهو يصارعك على مواقفك الغير منطقية في بعض الاحيان ؛ فكما قال العرب القوي في الحرب قوي في السلم ؛
«إن الذي يعيش بسلام مع نفسه يعيش بسلام مع العالم»؛
لا بدّ من التصالح مع الذات حتى تتمكن من التصالح لاحقاً مع العالم.
ابحث دائما عن السلام الداخلي وراحة البال،
والابتعاد عن كل الضجيج والفوضى، واللجوء إلى الهدوء والسكون بكل الوسائل الممكنة؛ أن وجود اشخاصا
يتمتعون بالإيجابية متفائلين بالحياة ، طريق للحصول على الهدوء النفسي لترسيخ قيم السلام الداخلي.
بقبولي الذات وتحمل المسؤوليات وتقبل العثرات والعزم على تجنبها فمن يتصور أنه يستطيع تحقيق كل مراده دون عوائق فهو شخص حالم واهم ؛ اشكر من علمني ذلك ....
أن اقبل نفسي واتناغم معها واتوقف عن إحباط نفسي بالمقارنات غير العادلة وأن أصلح ما استطيع إصلاحه واتعلم قبول ما لم تستطع إصلاحه ؛
وأن اصالح نفسي لتصفو حياتي لأن مصالحتي لنفسي وترويضها يعني أن لا شيء في هذا العالم الفسيح قادر على هزيمتي …
اشكر الإنسان والأخ د.عامر الشياب