مهما سطّر القلم، ومهما جادت الكلمات، ستبقى عاجزة عن وصف تضحياتكم وعزيمتكم التي لا تلين. أنتم الحصن المنيع، والسيف القاطع لكل من تسوّل له نفسه المساس بأمن الأردن واستقراره. أنتم رجال المخابرات العامة، من أقسموا أن يبقى هذا الوطن شامخًا تحت راية القيادة الهاشمية المظفرة، وها أنتم على العهد، أوفياء ثابتون، لا تنحني لكم قامة، ولا تهتز لكم إرادة.
اليوم كما الأمس، تُرفع لكم القبعات احترامًا وإجلالًا، فأنتم من حميتم الأرض والعرض، وأجهضتم كل مؤامرة دنيئة، وضربتم أروع الأمثلة في التضحية والفداء. أنتم سيوف الحق، العيون الساهرة، والنخبة التي اختارت طريق المجد تحت ظل جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، القائد الذي لا ينام قبل أن يطمئن على شعبه وأمنه، والمسيرة التي تسير بخطى واثقة نحو المستقبل رغم كل التحديات.
تحية إجلال وإكبار لكم من كل شبر في هذا الوطن الأبي، من جبال عمان السبع التي تردد صدى بطولاتكم، ومن سهول البلقاء التي تفتخر بصلابتكم، من ينابيع إربد العذبة التي تجري بنقاء قلوبكم، ومن أمواج العقبة التي تهتف بصلابتكم، ومن حجارة البتراء الوردية التي تحكي قصة شموخكم. تحية لكم من الكرك وقلعتها، من معان وشيحها، من مأدبا بمساجدها وكنائسها، من الأغوار بثمارها، ومن الزرقاء برجالها الأوفياء، ومن جرش بآثارها العريقة، ومن المفرق وباديتها الأصيلة، ومن كل بيت أردني ينام قرير العين بفضل سهر عيونكم الساهرة.
يا فرسان الحق، إن الأردن بكم ومعكم لا يخاف، وإن قيادتنا الهاشمية الحكيمة تزداد فخرًا واعتزازًا بكم، فأنتم صمام الأمان، وحماة الديار، وحملة الراية الذين لا تهتز عزيمتهم ولا ينكسر بأسهم.
مهما عظمت التحديات، ستبقون الأمل الذي يزرع الطمأنينة في قلوب الأردنيين، والصخر الذي تتحطم عليه المؤامرات، والعقاب الذي يحلق عاليًا ليحمي سماء الوطن.
حماكم الله، وسدد خطاكم، وأبقاكم درعًا حصينًا لهذا الوطن في ظل الراية الهاشمية الخفاقة. دمتم فرسان الحق، ودرع الأردن الذي لا يلين!