مدار الساعة - كتب: الوزير السابق الأستاذ الدكتور أمين المشاقبة - أحسنت قطر إلى العرب وهي تقدم ما تقدمه تجاه مذبحة الفلسطينيين في غزة، تسندهم في ذلك لوجستياً المملكة الأردنية الهاشمية.
السياق الإغاثي الذي تصدرت فيه قطر لإغاثة الاشقاء، لا يستر عورة جزء من الاحتياجات الإنسانية في القطاع المنكوب، بل هو كذلك يطفئ تقصيراً دولياً تراكم منذ 15 شهراً من حرب الاحتلال على المستشفيات والأطفال والنساء في غزة.
إن الأدوار الإنسانية والاغاثية التي تقوم بها الدوحة، سواء فيما يتعلق بدورها في دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" أو ما تقدمه قطر من مساعدات مالية مباشرة لاهل القطاع، إضافة الى المساعدات الطبية والعلاجية سواء داخل غزة او خارجها، والمشاريع التنموية القطرية التي عرفها الغزيون مبكراً منذ سنوات، تضاف الى الأدوار القطرية الدبلوماسيّة والسياسيّة التي تلعبها الدوحة دعماً للشعب الفلسطيني خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع.
من هنا جاء سياق حضور مريم بنت علي بن ناصر المسند وزير الدولة للتعاون الدولي القطري الى عمّان للاشراف على اطلاق طائرات الخير - محملة بالمساعدات الطبية العاجلة والخيم، لتصل إلى الاهل في القطاع ضمن الجسر الجوي الجديد – أمراً اعتاد على رؤيته العرب والعالم، فمنذ بداية الهدنة أطلقت الدوحة 65 شاحنة من المساعدات الإغاثية عبر الحدود الأردنية. فيما أضيف اليها أمس الاثنين جسر جوي شمل رحلتين هليكوبتر تحملان نحو 28 ألف علبة من المساعدات الطبية والأدوية الحيوية، متجهة إلى القرارة في شمال خان يونس.
لقد بات عرفاً لدى الأردنيين الربط بين حضور مريم بنت علي بن ناصر المسند وزير الدولة للتعاون الدولي القطري، الى المملكة، وانطلاق جولات جديدة من المساعدات القطرية لاهلنا في غزة.
نحن نتحدث عن انفعال قطري عاجل لإغاثة والتخفيف عن المكلومين ودعم استقرارهم في ديارهم، ما يعكس بالضرورة الدور المركزي الذي تقوم به دولة قطر في دعم الشعب الفلسطيني المذبوح بآلة الإرهاب الإسرائيلي وبتواطؤ غربي كامل.
إن تصدُّر مريم بنت علي بن ناصر المسند اليوم العمل الاغائي العربي ليس فقط في غزة بل وفي عدة مناطق عربية منها أيضاً سوريا ليس غريباً، فلديها سيرة ذاتية زاخرة بالعمل الإنساني والاغاثي، منذ ان عينت عام 2006 عضوا في لجنة الطفولة بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، وبعد ذلك منصب المدير التنفيذي بالإنابة للمركز الثقافي للطفولة، والمدير التنفيذي لمركز رعاية الأيتام (دريمة).
كما أنها حاصلة على جائزة سفير دولي للأيتام من قبل لجنة جائزة سنابل للمسؤولية الاجتماعية لعام 2019ـ، وجائزة التميز في المسؤولية الاجتماعية الدولية لعام 2021، وهي التي شغلت سابقا حقيبة وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة في الدوحة.