أنا أردنية، تربيت على أرض النشامى، حيث العزة والكرامة، وحيث التاريخ يروي حكايات البطولة والمروءة. ولكن، قلبي لا يعرف الحدود، فهو ينبض لفلسطين الجريحة، يصرخ مع صرخات أهلها، ويحلم بحريتها كما يحلم بها كل عربي شريف.
كيف لا، ونحن في الأردن امتزجت دماؤنا بدماء أهلنا في فلسطين؟ كيف لا، وجذورنا تمتد هناك، في القدس والخليل، في نابلس وغزة، في كل بقعة عانت الظلم وصمدت بوجه القهر؟ لقد علّمونا منذ الصغر أن القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية سياسية، بل هي قضية كرامة وإنسانية، قضية كل عربي حرّ، وكل إنسان يؤمن بالعدل.
أنا أردنية، ولكن وجعي فلسطيني، وأملي عربي، وحلمي بوطن واحد لا تفصل بينه الحدود ولا تفرقه السياسات. أتألم حين أسمع عن معاناة أهلنا في غزة، وأشعر بالفخر عندما أرى صمود أهل القدس، وأبكي حين أرى العلم الفلسطيني يرفرف رغم كل المحاولات لطمسه.
ولكن ليس الفلسطيني وحده من يحمل عبء القضية، بل كل عربي شريف، كل إنسان حرّ. فقضيتنا ليست مجرد أرض تُحتل، بل هوية تُستهدف، وحقوق تُنتهك، وكرامة يُراد لها أن تُداس، ولكنها ستبقى عصية على الطغاة، وستظل نابضة في قلوبنا إلى الأبد.
أنا أردنية، ولكن فلسطين تسكن في دمي، كما تسكن في دم كل عربي أصيل، وكما يسكن الأمل في قلوبنا جميعًا بأن يأتي يومٌ قريب، نرى فيه فلسطين حرة أبية، وعروبتنا موحدة قوية، فلا حدود تفصلنا، ولا قيود تكبلنا، بل قلب واحد ينبض بالحق، ويد واحدة ترفع راية الحرية.