جلالة الملك عبدالله الثاني.. حكاية مجدٍ وعزٍّ ووفاء
عندما يحلُّ الثلاثون من كانون الثاني، لا يكون يومًا عابرًا في تقويم الأردنيين، بل هو نبضُ فرحٍ في قلوبهم، وإعلانُ وفاءٍ لقائدٍ أفنى عمره في خدمة وطنه وشعبه. اليوم، ونحن نحتفل بعيد ميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الثالث والستين، نُجدِّد العهد والولاء لرجلٍ حمل الأمانة بصدقٍ، وسار بالأردن وسط التحديات، ثابتًا كالسنديان، صلبًا كجبال الكرامة.
لم يكن جلالته مجرد قائدٍ سياسي، بل كان صانع رؤية، وحامل رسالة، ورمزًا للعزيمة والإصرار. فمنذ توليه العرش، لم يعرف الراحة، بل انطلق في درب البناء والعطاء، واضعًا الأردن على خارطة الدول المتقدمة. فالتنمية لم تكن شعارًا، بل واقعًا ملموسًا، يلمسه المواطن في كل زاوية من زوايا الوطن.
في الاقتصاد، حمل جلالته همَّ الشباب، فأطلق المبادرات والبرامج التي فتحت لهم أبواب الفرص، وسعى لجعل الأردن مركزًا للاستثمار والريادة. أما في التعليم، فقد آمن بأن المستقبل يُبنى بالعقول النيّرة، فكان دعمه للمدارس والجامعات بوابةً لصناعة أجيالٍ واعية، مؤهلة لقيادة المستقبل. وفي الصحة، وقف الأردن شامخًا، متقدمًا على كثيرٍ من الدول في قدرته على التصدي للأزمات الصحية العالمية.
قائدٌ يتحدى الصعاب.. وأبٌ يحنو على شعبه
ما يميّز جلالة الملك عبدالله الثاني أنه لم يكن يومًا قائدًا بعيدًا عن شعبه، بل كان الأقرب إليهم، يُشاركهم أفراحهم، ويقف إلى جانبهم في أحلك الظروف. صوره وهو يواسي جنود الوطن، يتفقد الأسر المحتاجة، أو يجوب الميدان بنفسه، ليست مجرد مشاهد، بل شواهد على علاقةٍ استثنائية بين ملكٍ وشعبٍ يبادله الحب والوفاء.
في الساحة الدولية، ظلَّ الأردن صوته عاليًا، يحمل همَّ الأمة، يدافع عن القضية الفلسطينية، ويرفض المساس بحقوق الأشقاء. كان صوته صارمًا: "القدس خطٌ أحمر"، وكانت مواقفه ثابتة لا تلين، مؤكدة أن الأردن سيبقى حصن العروبة، وسند الحق.
كل عام وأنت رمز العز والفخر
اليوم، يجدد الأردنيون حبهم وولاءهم لملكهم المفدى، متضرعين لله أن يحفظه، ويديمه قائدًا لهذا الوطن العزيز. يا سيدنا، يا من صنعت للأردن مجدًا يليق به، كل عام وأنت فخرنا وعزنا، كل عام وأنت النبض الذي يجري في عروق هذا الوطن.
حفظك الله وأدامك للأردن قائدًا، وللأمة سندًا، وللشعب ملاذًا.. وكل عام وأنت بألف خير يا سيدنا.