أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات برلمانيات جامعات أحزاب مناسبات مجتمع رياضة وظائف للأردنيين مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مستثمرون دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

جمالات عبد الرحيم تكتب: تشويه الهوية العربية الاستعمار الغربي وتداعياته الكارثية


د. جمالات عبد الرحيم

جمالات عبد الرحيم تكتب: تشويه الهوية العربية الاستعمار الغربي وتداعياته الكارثية

مدار الساعة ـ
من المؤلم أن ننظر إلى التاريخ ونرى كيف استطاع الغرب، وبالأخص الولايات المتحدة، أن يسلب الهوية العربية ويساهم في تشويه تاريخها. لقد كانت هناك محاولات متعددة لزرع الفتنة بين العرب والنيل من وحدتهم، بدءًا من الحروب المتكررة إلى دعم الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين. هذا الاحتلال لم يكن مجرد سرقة للأرض، بل كان محاولة جادة لتجريد العرب من هويتهم وثقافتهم، وجعلهم يعيشون في حالة من الانكسار والضياع.
منذ الحرب العالمية الأولى، كانت هناك تصورات خاطئة تعمل على إقناع الشعوب الغربية بأن السيطرة على القدس واحتلال فلسطين هو أمر طبيعي. وهذا أمر مرفوض تماماً، حيث تم إضعاف الشعب الفلسطيني، وتحويله إلى لاجئ في بلاده، محاط بذكريات تاريخية مؤلمة وأرض كان يجب أن تكون حرة. يعيش الفلسطينيون في ظروف قاسية، بينما يتجول المحتلون بحرية في أراضيهم، وكأنهم أصحاب حق.
لقد صور الغرب العرب وكأنهم مجانين، عقيمون فكريًا، غير قادرين على تحديد هويتهم أو وجودهم. هذه الصورة النمطية التي تسعى للترويج لها تُعبر عن عدم فهم عميق لثقافات البحث عن الحق والعدالة. وفي الوقت نفسه، يغض الطرف عن الجرائم التي ترتكب ضد الإنسانية في فلسطين.
إن الحكام في الدول الاستعمارية الذين يدعمون إسرائيل لا يدركون أنهم يشيعون القلق النفسي ليس فقط في نفوس العرب، بل في نفوس شعوبهم أيضًا. فكيف يمكن للإنسان أن يثق بمن يسعى للتدمير والانقضاض على حقه في العيش بكرامة وأمان؟
مدعومين بالقوة العسكرية وبالأموال، يتجاوز الغربيون القوانين الدولية بكل وقاحة، هذا الأمر يدعو إلى التساؤل: هل سعى الغرب لتشكيل هوية إنسانية جديدة لتحسين صورته؟ أم أنهم يسعون فقط لتحقيق مصالحهم الشخصية دون النظر إلى الأثر المدمر على الشعوب الأخرى؟
فإن ما يحدث في العالم يجب أن يعيد تشكيل وعي الشعوب. يجب أن يدرك العرب أنهم يمتلكون هوية غنية وعميقة، وأن مقاومة الاستعمار والتبعية هو الطريق الوحيد للتقدم. يجب عليهم أن يثقوا بقضيتهم، وأن يعملوا على استعادة حقوقهم حتى لا يتحولوا إلى أصداء في جدران التاريخ.
مدار الساعة ـ