أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مختارة تبليغات قضائية مقالات أسرار ومجالس مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

المياه.. أرقام خطيرة ومرعبة


علاء القرالة

المياه.. أرقام خطيرة ومرعبة

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ
«نسب المياه» التي تم تخزينها حتى كتابة هذا المقال مرعبة وخطيرة وتنذر بموسم صيفي غير مسبوق، ما لم ينعم علينا الله بكميات من الأمطار تعوض هذا النقص، فتخيلوا أن ما تم تخزينه حتى الآن في السدود لا يتجاوز 19% من حجم وقدرة السدود على التخزين، فماذا علينا ان نفعل؟.. وكيف لنا ان نستعد؟
في السنوات السابقة كانت نسب التخزين بالسدود تصل في مثل هذا الوقت لما يقارب 50%، ما يعني ان هناك تراجعاً في نسب التخزين تصل الى ما يزيد على 30% حتى الان؛ الأمر الذي يستدعي، ومن باب التحوط، اتخاذ كافة الاجراءات ووضع الحلول وإعلان حالة الطوارئ المبكرة لمواجهة صيف صعب لربما نشهده ولاول مرة في المملكة.
القدرة الاستيعابية للسدود في المملكة تصل الى ما يقارب 364 مليون متر مكعب بينما الكميات المتوافرة حتى الآن لم تتخطَ سوى 70 مليون متر مكعب وبفارق يصل لما يقارب 280 مليون متر مكعب، ما يجعل من هذه الأرقام «انذاراً مبكراً» يستدعي من كافة الجهات حكومية وقطاع خاص ومواطنين ومقيمين البدء باتخاذ تدابير وحلول تساهم في تخفيف حدّة هذا التراجع وتأثيره على الحياة العامة.
المياه لا تستخدم للشرب فقط بل هي مرتبطة بمختلف جوانب الحياة الزراعية والاقتصادية والاجتماعية؛ ما يجعل من ضرورة التفكير في المستقبل أمراً في غاية الاهمية، فالله تعالى يقول في محكم كتابه «وجعلنا من الماء كل شيء حي»، وهنا على الحكومة ووزارة المياه أن تبدأ فوراً وسريعاً بإعلان «حالة طوارئ» استباقية تجنباً لانقطاع المياه وتراجعها في الصيف القادم.
اليوم يجب أن نبدأ بحملة «تحذيرية» و«إرشادية» و«تثقيفية» يتشارك فيها الجميع حكومة وقطاعاً خاصاً وإعلاماً وسوشال ميديا والمساجد والكنائس والجامعات والمدارس بهدف ضبط استهلاك المياه والأخطار بما قد ينتظرنا من واقع مائي صعب، والعمل على توفير مصادر بديلة للمياه بالمملكة والبدء فوراً دون إبطاء من اجل تنفيذ كافة المشاريع بهذا الخصوص ومنها الناقل الوطني.
خلاصة القول؛ البقاء في حالة انتظار الى حين انتهاء الموسم المطري دون اتخاذ إجراءات مبكرة مغامرة قد لا يحمد عقباها، خاصة اننا نعلم أن المملكة من افقر الدول في العالم من حيث حصة الفرد المائية، بالاضافة الى ان حجم الاعباء المائية التي ارتفعت بعد استقبال 1.3 مليون لاجئ سوري، ولهذا على الجميع التحوط والحذر والبدء فوراً بترشيد الاستهلاك فلم يعد لدينا وقت لنضيعه.
(اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين)
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ