أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات برلمانيات جامعات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مستثمرون مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الأردن ليس دولة كرتونية


المحامي يوسف البشتاوي

الأردن ليس دولة كرتونية

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ
لطالما كان الأردن في قلب العواصف السياسية والأزمات المتعددة التي مرت على الإقليم والشرق الأوسط بل تأثر العالم من بعضها، لكنه بقي صامداً شامخاً.
أزمات وأحداث تاريخية عصفت بالمنطقة العربية من حروب وويلات وما يسمى «ربيع عربي» حركته شعوب دول؛ بعضها على الحدود مع الأردن ليتحول جواره إلى حزام ملتهب من النار.
حكاية المؤامرات لم تبدأ اليوم أو في الأمس القريب، حيث راهن كثيرون على سقوط الاردن منذ سبعينات القرن الماضي، لكنه كان الاقوى والاثبت على الدوام بفضل قيادة هاشمية وازنة محبة وقريبة من الشعب وإلى جانب الأمة في كل منها.
مناسبة الحديث؛ تصريحات أطلقت أخيراً حول ارسال مزيد من اللاجئين إلى الأردن، الذي استقبل منذ اكثر من سبعين عاماً وعلى فترات لاجئين من دول عديدة، ما ضغط على موارد البلد وبناه التحتية، مع تخلي المجتمع الدولي عن تقديم المساعدة لدولة تعاني شحاً في الامكانات.
لا يمكن أن ننسى صمود الاردن في الحرب الأخيرة على غزة والضفة وكسر الحصار الجوي وإرسال المساعدات وتحريك المستشفيات الميدانية في مناطق مختلفة من قطاع غزة والضفة للتخفيف عن الشعب الفلسطيني الشقيق.
كما لا يمكن أن ننسى مواجهة الاردن لإسرائيل من خلال وقف الاعتداءات المستمرة على القدس المحتلة ووقف التوسع الاستيطاني فيها وترحيل الأهالي منها وإغلاق أبوابها أمام المسلمين، كذلك استعادة اراضي الباقورة والغمر وعدم التجديد للاتفاقية مع الكيان الإسرائيلي، كل هذه المواقف السياسية قادها الاردن ضد إسرائيل التي يحسب لها الجميع الف حساب.
في الازمات العربية كان الأردن السند والفزعة للأمة منذ حرب العراق في تسعينيات القرن الماضي والازمة اللبنانية والليبية واليمن وآخرها الأزمة السورية التي عانى منها الاردن لنحو ١٢ سنة متواصلة وحتى يومنا هذا.
الأردن دولة راسخة وقوية بشعبها الواحد الذي يقف خلف القيادة الهاشمية في الظروف كافة، ولم يكن يوماً من الأيام دولة كرتونية، ولنتذكر موقف الأردن وصموده العظيم في وجه ما عرف قبل سنوات بصفقة القرن والتي أعلنها آنذاك الرئيس دونالد ترامب في ولايته الرئاسية الاولى.
لا يمكن لا احد أن ينسى موقف جلالة الملك عبدالله الثاني في تلك الفترة وتحركاته على المستويين الإقليمي والدولي لوقف الصفقة وافشالها وقد نجح في ذلك ولم نعد نسمع فيها أو تفاصيلها ومضامينها غير العادلة والتي كانت موجهة ضد حقوق الشعب الفلسطيني.
هو الأردن الذي واجه تحديات وتصدى لمؤامرات من هنا وهناك حتى أثبت للجميع أنه دولة راسخة لا تهزها الأحداث أو الأزمات.. وسيبقى بإذن الله.
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ